شعار «أميركا أولاً» قد يكون أعمق أثراً في آسيا. وبالنسبة لوزراء الدفاع في مؤتمر شانجريلا السنوي في سنغافورة، فإن قرار ترامب الانسحاب من اتفاق باريس لتغير المناخ المبرم عام 2015 وقبل هذا اتفاق الشراكة عبر الهادي التجاري أثار سؤالاً محورياً وهو: هل الولايات المتحدة مازالت ضامناً أمنياً يمكن الاعتماد عليه في الوقت الذي يتكيفون فيه مع صعود الصين؟ وتحديد الخطوط العامة لما سيعنيه نهج ترامب العملي في السياسة الخارجية يمثل مصدر قلق خاص حين يتعلق الأمر بكوريا الشمالية، بحسب اعتقاد «جون تشيبمان»، المدير العام للمعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية الذي ينظم مؤتمر شانجريلا. واتبع ترامب نهجاً متشدداً تجاه النظام الحاكم في بيونجيانج، ولم يستبعد أياً من الخيارات ليضمن ألا تطور كوريا الشمالية صاروخا بالستيا قادراً على نقل رأس نووية إلى أميركا. والقلق بالنسبة لحلفاء الولايات المتحدة في آسيا هو أن ترامب قد يضحي بمصالحه في مناطق أخرى في المنطقة، خاصة في مقاومة الجهود الصينية لتأكيد السيادة على بحر الصين الجنوبي في الوقت الذي يحاول فيه ضمان دعم بكين في احتواء بيونجيانج. وحتى الآن، فالرسائل التي أرسلها كبار مسؤولو ترامب الأمنيين إيجابية. فلم يتلق أي إقليم مثل هذا العدد الكبير من الزيارات في المئة يوم الأولى من إدارة ترامب مثلما حدث مع هذه المنطقة. ومع تزايد ميزانيات الأسلحة والترسانات بسرعة عبر المنطقة نجا الحلفاء الأميركيون في المنطقة من اتهامات ترامب بعدم تحمل كلفة الدفاع كتلك التي وجهها إلى أوروبا. ولم يعلن الحلفاء الأميركيون في منطقة الهادي وآسيا عن مخاوفهم بشأن مدى الاعتماد على الضمانات الأمنية الأميركية بالطريقة نفسها التي عبرت بها المستشارة الألمانية إنجيلا ميركل في الآونة الأخيرة حين قالت بعد اجتماع لمدة ثلاثة أيام مع ترامب أن أوروبا يتعين عليها التوقف عن الاعتماد على الآخرين. ومن المرجح أن يكون تأثير القرارات المتعلقة بالقوة العسكرية التي يتخذها ترامب أكثر تأثيراً من الالتزامات على التجارة وتغير المناخ بالنسبة للحلفاء الأميركيين في آسيا المتورطين في النزاعات على مناطق في البحر أو البر مع الصين. ويرى الجيش الأميركي في الصين منافسا نظيرا في القوة العسكرية التقليدية. ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»