تحتفل دولة الإمارات العربية المتحدة يوم الثالث من نوفمبر من كل عام، منذ العام 2013، بـ«يوم العلم»، وذلك انطلاقاً من الدعوة التي وجهها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، في الثاني عشر من نوفمبر عام 2012، واعتمادها كمناسبة وطنية رئيسية للدولة، حيث تحتفي قيادة الإمارات وشعبها في هذا اليوم بالعلم الإماراتي.

ويتزامن ذلك التاريخ مع تولي المغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، طيب الله ثراه، مقاليدَ الحكم في الثالث من نوفمبر، ولتعبر تلك المبادرة الوطنية عن التقدير للعلم الإماراتي ولتحث على تعزيز القيم والمبادئ التي ينطلق منها ميثاق العلم الإماراتي ومعانيه وقيمه الوطنية السامية، وهي مبادرة يمكن اعتبارها الأولى من نوعها، وقد استلهمت منها مبادرات عديدة للاحتفاء بالعلَم في العديد من دول العالم.

وجاءت مبادرة الاحتفاء بالعلم الإماراتي بهدف التعبير عن الاحترام والتقدير له، وللتعبير عن رمزيته وقدسيته في إبراز السيادة الوطنية للدولة ووحدتها والانتماء الوطني لها، وللاحتفاء بالمنجزات الإنسانية والحضارية التي حققتها منذ تأسيسها، ولتكريس قيم الحفاظ على المكتسبات الوطنية للدولة، ولترسيخ رمزية علمها في التعبير عن هوية الدولة والاعتزاز بها كمصدر فخر للوطن والمواطنين، ولتأكيد روح الولاء والانتماء للوطن وتعزيز قيم الوفاء لقيادته.

ولتجسيد التلاحم الوطني في التعبير عن أهمية هذه المناسبة الوطنية، يتم رفع العلم الإماراتي على جميع أجهزة ومؤسسات الدولة وهيئاتها الرسمية والخاصة في وقت واحد، إضافة إلى رفعه من قبل المواطنين على منازلهم ومزارعهم وسياراتهم.. بما يعكس التمسك بقيم الاتحاد وتوارثها من جيل إماراتي إلى آخر. ونستحضر هنا المقولة الخالدة لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، التي تعبر عن قيم ومعاني يوم العلم الإماراتي، حيث يقول سموه: «نريد أن نراه على بيوتنا ومزارعنا ومرافقنا، نريده في السماء عالياً كطموحاتنا، عزيزاً كنفوسنا، خفَّاقاً على جميع أركان وطننا».

ومن المهم أن نستلهم الأبعاد التربوية والحضارية التي تنطوي عليها هذه المناسبة الوطنية، والغايات النبيلة التي استهدفها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم عند إطلاق تلك المبادرة الوطنية، لاسيما ما تمثله تلك المناسبة للأجيال الصاعدة من الشباب والناشئة، خاصةً في ما يتعلق بتكريس القيمة الحضارية للعلم الإماراتي وما يمثله من تعبير عن هوية الدولة وسيادتها، وما ينطق به من قيم ومعانٍ من شأنها تكريس السلام والتسامح والتعايش الإنساني على أرض الإمارات، وتنمية روح الفداء والولاء والانتماء للدولة وترابها وقيادتها وشعبها، وللتعبير عن فخر الإماراتيين واعتزازهم بالانتماء للإمارات وبسجلها الإنساني والحضاري العالمي، حيث يمثل علم الإمارات البوابة التي عبرت الدولة من خلالها للعالمية قبل أكثر من خمسين عاماً، استطاعت خلالها المُضيَّ في بناء حاضرها ومستقبلها الزاهرين، والوقوفَ شامخةً في مصاف الدول المتقدمة في العديد من المجالات الحضارية والتنموية.

ومن المهم أن يتم التركيز على الدور المحوري الذي تمثله الأسرة والمدرسة في غرس وتعزيز القيم التربوية والحضارية التي يمثلها علم الدولة، وفي بيان أهمية تعزيز ونشر التوعية الخاصة بعلم الإمارات والسلام الوطني للدولة، ورفض كل الممارسات التي تتعارض مع الدليل الإرشادي لاستخدام علمنا الوطني.

*كاتبة إماراتية