على ضفاف أحد روافد نهر فيوسا جنوب ألبانيا تطل قلعة «جيروكاسترا» العتيقة، حيث يمتد عمرها لقرون. هذه البقعة المرصعة بالتاريخ وجماليات الطبيعة يسميها البعض «الجوهرة الحجرية في منطقة البلقان»، بسماتٍ جعلتها ضمن أحد مواقع التراث العالمي حسب منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم «يونيسكو». وعلى ارتفاع 300 متر فوق سطح البحر، تبدو القلعة متحفاً مفتوحاً، كما هو حال مدينة بيرات الألبانية، ووجهة سياحية تتمتع بمزايا نادرة، حيث تزخر المنطقة بوديان خصبة وآثار قديمة وطبيعة جبلية نادرة. في 15 مارس الماضي، أعلنت الحكومة الألبانية نهر فيوسا، وهو أحد آخر الأنهار البرية في أوروبا، منتزها وطنياً، ما يضمن الحفاظ على النهر بعيداً عن أية تدخلات بشرية، ليبقى مفيداً للناس والطبيعة في آن. خطوة ملهمة تأتي ثمرة جهود خضراء تعاونت فيها الحكومة الألبانية والخبراء المحليون والدوليون وجهات أخزى من بينها منظمات بيئية غير حكومية تابعة لحملة «أنقذوا القلب الأزرق لأوروبا»، والاتحاد الدولي للحفاظ على الطبيعة (IUCN). جميل هذا لتوازن بين الحفاظ على الطبيعة والتراث وتعزيز المقومات السياحية في هذه المنطقة الأوروبية العريقة. (الصورة من خدمة نيويورك تايمز)