يتزامن الاحتفال بيوم الأم هذا العام مع احتفالات دولة الإمارات العربية المتحدة بعام زايد، وفي هذا اليوم نقف جميعاً وقفة احترام وتقدير للدور الجليل الذي تقوم به سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، رئيسة الاتحاد النسائي العام، الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية، رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة «أم الإمارات» على مدار عقود من أجل دعم وتعزيز دور المرأة، حيث قدمت سموها مسيرة زاخرة بالعطاء والعمل الدؤوب، استمدت نهجها من الإرث العظيم والقيم النبيلة التي رسخها المغفور له، بإذن الله تعالى، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، الذي أسس الإمارات بفيض من العطاء السخي للوطن وأبنائه، واحتفاءً وتقديراً لتلك المسيرة المشرِّفة التي قدمتها سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، انطلقت أمس على كورنيش أبوظبي، فعاليات «مهرجان أم الإمارات»، في نسخته الثالثة التي تستمر 10 أيام، حيث يقدم المهرجان تحية إعزاز وتقدير للإسهامات الجليلة والقيم السامية التي رسختها «أم الإمارات» في المجتمع. تحظى قضايا تمكين المرأة والنهوض بها باهتمام استثنائي من القيادة الرشيدة في ظل توجيهات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وهو الذي يؤكد دائماً أن الأبواب ما زالت مفتوحة أمام المرأة الإماراتية لتحقيق المزيد من التقدم والتطور، إيماناً بأهمية مشاركة المرأة في مختلف جوانب الحياة، ولذا غدت الإمارات خير نموذج في تمكين المرأة، وسبقت خطواتها الكثير من دول العالم عبر الإقرار في الدستور بالمساواة بين المرأة والرجل، ودمجها في العملية التنموية، ومشاركتها في صنع القرار السياسي. ولعل الزيارة التي قام بها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، أول من أمس، لمنزل أسرة المرحوم عبيد محمد عبدالله الحلو بمنطقة البراحة بدبي، وتهنئة أرملته السيدة فاطمة إبراهيم أحمد بن سليمان، بمناسبة عيد الأم، إنما تعكس المكانة الكبيرة التي تحظى بها المرأة الإماراتية لدى القيادة الرشيدة، والتي تحرص على تمكينها في جميع المجالات، ووضعها في المناصب ومجالات العمل التي تستحقها، من منطلق إيمانها بأن المرأة تعتبر شريكاً فاعلاً في مسيرة التنمية وبناء الوطن على المستويات كافة. وقد أثبتت المرأة أنها قادرة على القيام بالمهام التي توكل إليها بكل كفاءة واقتدار، فأصبحت وزيرة ونائبة في المجلس الوطني الاتحادي وقاضية ودبلوماسية، ولها حضورها البارز والمؤثر في صنع التنمية الشاملة في البلاد، عبر المشاركة الكاملة إلى جانب الرجل في مختلف مواقع العمل والإنتاج. ودائماً ما تحظى الجهود والمبادرات التي تقوم بها «أم الإمارات» بالإشادات العالمية، تقديراً لجهودها المخلصة في تمكين ابنة الإمارات ورفعة شأنها، وفي هذا الإطار فقد أشاد توبي هارورد، مدير مكتب المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين مؤخراً، بالدور المهم الذي تقوم به «أم الإمارات»، سواء في دعم احتياجات الأمهات اللاجئات وأطفالهن، أو في إعادة تفعيل صندوق المرأة اللاجئة، بعد أن قدمت تبرعاً سخياً بقيمة مليون دولار أميركي، من شأنه أن يوفر الحماية والحياة الكريمة والآمنة للآلاف من الأطفال والنساء اللاجئات والنازحات ويخفف من معاناتهم. واعتبر المسؤول الأممي، أن «سموها تشكل القدوة التي تحتذي بها الفتاة الإماراتية والملهمة في رفع مكانة المرأة والأمهات عالياً». إن الدور الجليل الذي تقوم به «أم الإمارات»، كإحدى أهم القيادات النسائية العالمية التي أسهمت بكل عطاء وسخاء في تمكين المرأة والدفاع عن سائر حقوقها، ليس داخل الإمارات فقط، وإنما خارجها أيضاً، لقي ويلقى إشادات دولية لا حصر لها، ولا شك في أن سموها بما تمتلكه من إصرار وعزيمة على مواصلة الارتقاء بالمرأة في المجالات كافة، وما تقوم به من جهود نبيلة في هذا الإطار، تمثل قدوة ملهمة لنساء المنطقة والعالم. عن نشرة «أخبار الساعة» الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية