بينما ركّز البيت الأبيض والكونجرس على قانون الضرائب، ركّزت أعين معظم الأميركيين على قضايا أخرى، فبحسب مؤسسة «غالوب»، «اعتبر الأميركيون أن أهم مشكلة واجهت بلادهم في 2017 هي (الاستياء من الإدارة)، وهي المرة الثالثة في أربعة أعوام التي تتصدر فيه هذه المشكلة القائمة، وحلت في المرتبة الثانية مشكلة الرعاية الصحية تلتها الهجرة، ثم ضرورة توحيد الدولة وأخيراً الاقتصاد». وفي ظل هيمنة «الجمهوريين» على مجلسي «النواب» و«الشيوخ» والبيت الأبيض، فإن المستوى الراهن من الاستياء تجاه الحكومة الأميركية ينبغي أن يقلق المرشحين في انتخابات التجديد النصفي في 2018، ممن يلحق بأسمائهم وصف «جمهوري». وأما بالنسبة للضرائب، فلا بد من تجاوز البطالة والتعليم والبيئة وسلسلة من القضايا الأخرى للوصول إلى ذلك البند على قائمة المشكلات، فلم يضع سوى 2 في المئة فقط من الأميركيين الضرائب في صدارة القائمة، وبقدر ما يُعوّل «الجمهوريون» على الوضع الاقتصادي في تحفيز التأييد لقانون الضرائب، فإنهم قد يجدون من الصعب إقناع الناخبين بأهميته؛ ذلك أن الاستطلاع يؤكد أنه على الرغم من أن من بين الأهداف المعلنة للإصلاح الضريبي تحفيز النمو الاقتصادي، فإن الاقتصاد لم يعد يتصدر في أذهان معظم الأميركيين قائمة المشكلات التي واجهت بلادهم خلال 2017، بل إن 7 في المئة فقط هم من اعتبروه في الصدارة، وهو أدنى مستوى متوسط سنوياً منذ أن بدأت مؤسسة «غالوب» تتبع أهم المشكلات شهرياً في عام 2001. وتؤكد المقاييس الأخرى أن الأميركيين يعتبرون المناخ الاقتصادي إيجابي في الوقت الراهن، وهو ما يشي بأن الحاجة لتحفيز الاقتصاد لا تأتي في صدارات أولويات الشعب الأميركي. ويبدو ذلك منطقياً في ضوء معدل النمو الاقتصادي الملائم، واستقرار معدلات البطالة حول 4 في المئة فقط، وانخفاض معدلات التضخم، وإذا كانت من رسالة يوجهها ذلك التقييم لآراء الأميركيين، فهي أن على رموز الإدارة التركيز بدرجة أكبر على أنفسهم، واكتشاف السبل اللازمة لتحسين الصورة السلبية التي يراهم بها الشعب الأميركي. يُنشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»