يستطيع الزعماء «الجمهوريون» أن يحسنوا النسخة النهائية من مشروع قانون الإصلاح الضريبي الذي يؤثر على كل أميركي. والتحسين يرتبط بوضوح الغرض الاقتصادي من مشروع القانون، فقد جانب الصواب كل من يعتقد أن تقليص الضرائب لا بد منه لتحفيز النمو وخلق فرص عمل. وهذا خطأ لأنه في الفترة الممتدة من إدارة بوش إلى إدارة أوباما، ضخت الحكومة والاحتياط الاتحادي أكثر من ستة تريليونات دولار في الاقتصاد الذي كان يعاني الركود الكبير. وبفضل هذه الأموال وبالإضافة إلى كدح ملايين الأميركيين وبذل جهود مماثلة حول العالم، استطاع الاقتصاد في نهاية المطاف أن يتعافى ويقف على أرض صلبة لتختفي فيه البطالة تقريباً، وتتوافر فيه رؤوس الأموال وتتعزز ثقة المستهلك. والوضع الاقتصادي الصحي في مثل هذه الدورة الاقتصادية يعني تقليص الديون العامة وليس زيادتها، لكن المكتب غير الحزبي التابع للكونجرس يشير إلى أن زعماءنا في سبيلهم إلى أن يضيفوا إلى الديون العامة 1.4 تريليون دولار في السنوات العشر المقبلة. ونحن لا نريد تحفيزاً اقتصادياً مدعوماً بالديون، بل نريد نظاماً ضريبياً أبسط يجعل الاقتصاد أكثر قدرة على التنافس عالمياً. وإذا ركز الكونجرس على هذا الغرض فإن الهدف يمكن تحقيقه في مقابل أقل بكثير من 1.4 تريليون دولار في الديون. ويتعين على «الجمهوريين»أن ينتهزوا فرصة عرض ترامب بالتراجع عن هدفه بالوصول إلى الضرائب على الشركات إلى 20% كي يصعدوا بهذه النسبة ربما إلى 24%. وحتى هذه النسبة تعتبر تقليصاً تاريخياً عن الحد الأدنى من الضرائب على الشركات الذي يبلغ حالياً 35%، والنسبة الجديدة ستجعل الاستثمار في الولايات المتحدة مغرياً مقارنة بمنافسينا. وهناك أيضاً الضرائب على أصحاب الدخول المرتفعة ممن يمثلون 1% من سكان الولايات المتحدة. ونسبة الضرائب على هؤلاء تقل قليلاً عن 40% وهي نسبة ليست بالمنخفضة ولا بالمرتفعة بالمقاييس التاريخية، لكن زيادة العجز في الموازنة كي نقلص هذه النسبة بلا معنى وأكثر مما نتحمله. ويجب الإبقاء على العناصر الجيدة مثل تعزيز الخفض المعياري لتبسيط عائدات الضرائب على ملايين من أبناء الطبقة العاملة الأميركيين. ويجب اتباع نهج مجلس «الشيوخ» المتمثل في توفير المزيد من المال في جيوب الأشخاص الذين هم في أمس الحاجة إليه. وهكذا يستطيع «الجمهوريون» إقرار إصلاح ضريبي يحقق هدفهم السياسي دون الإضرار بالاقتصاد. ديفيد فون دريهل: كاتب أميركي ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»