يعتبر هذا الأسبوع اختباراً حاسماً للرئيس دونالد ترامب والأغلبية الجمهورية في الكونجرس، حيث من المقرر أن يشهد موافقة مجلس الشيوخ على مشروع قانون الإصلاح الضريبي. لذلك يتخذ الديمقراطيون موقفهم المتوقع من مهاجمة خطط الإصلاح الضريبي التي قدمها الجمهوريون والتي تمنح تخفيضات ضريبية للأغنياء، بينما تلوح وسائل الإعلام بمختلف استطلاعات الرأي التي تشير إلى عدم شعبية مقترحات ترامب الضريبية. ومرة أخرى، كل هذا متوقع ومقدر حدوثه. ويتوقف القرار في مجلس الشيوخ على عدد قليل من الجمهوريين. ولست واثقاً من أن بذل جهود أوسع نطاقاً وإجراء اتصالات أفضل نيابة عن الإدارة، من شأنه أن يغير المأزق الذي لا مفر منه. ولم تلق أي رسالة مركزية عن مزايا الإصلاح الضريبي أي رواج. ومع ذلك يبدو أن الجمهوريين على استعداد لتمرير مشروع القانون ويحدوهم الأمل في أن يجنوا الفوائد الاقتصادية والسياسية قبل انتخابات العام المقبل. وربما كان سيطول انتظار تقديم إجراء ضريبي شعبي مرفق به اسم ترامب. ودعونا نواجه الأمر، إن نسبة موافقة ترامب تبلغ 39% فقط. وأي شيء مرتبط باسمه حالياً يلقى معارضة سياسية. ويجب ألا يكون هذا مفاجأة. عندما سألت شبكة «إن بي سي نيوز» وصحيفة «وول ستريت جورنال» الشهر الماضي: «هل تعتقدون أن الخطة الضريبية للرئيس ترامب فكرة جيدة أم سيئة؟»، أجاب 25% فقط بأنها فكرة جيدة. وفي نهاية الأسبوع، نشرت صحيفة «وول ستريت جورنال» خطاباً أرسله تسعة من كبار خبراء الاقتصاد إلى وزير الخزانة «ستيفن منوشين»، اتفقوا جميعهم على أن المقترحات الضريبية للحزب الجمهوري ستحقق نمواً اقتصادياً كبيراً إذا ما تم توقيعها لتصبح قانوناً. ويذكر الخطاب، الموقع من قبل «مايكل بوسكين» من جامعة ستانفورد، ومعه آخرون، أن الخطة الضريبية للجمهوريين «ستعزز احتمالات زيادة النمو الاقتصادي وعائدات الضرائب الفيدرالية». وربما لا يقبل معظم الأميركيين أداء ترامب حتى الآن، لكن ليس هناك أي شخص عقلاني –حتى وإنْ كان ديمقراطياً– عارض من قبل النمو الاقتصادي وارتفاع مستوى دخل الأسرة. وكما أذكر طوال الوقت، فإنه: إما الإصلاح الضريبي أو الموت، بالنسبة للجمهوريين. وهذا يعني خسائر فادحة للحزب، المعني بخوض انتخابات التجديد النصفي. والطريقة الوحيدة التي يمكن بها للجمهوريين أن يعطلوا الإمكانات المتزايدة لموجة ديمقراطية العام القادم، هي من خلال إحداث نمو اقتصادي بنسبة تزيد على 3% وتفاؤل مستدام بشأن المستقبل الاقتصادي للبلاد على المدى القصير. والخبر السار بالنسبة للجمهوريين هو أنه من الإصلاح الضريبي إلى إنفاذ قوانين الهجرة إلى التراجعات التنظيمية الكبيرة، وربما حتى توجيه ضربة مفاجئة للتفويض الفردي لبرنامج أوباماكير، يبدو أن الأمور قد بدأت تحقق نجاحاً في واشنطن. غير أنه من المثبط أن ترى أنه بدلاً من الترويج لهذه الرسالة، فإن ترامب يترك وسائل الإعلام حرة من خلال العودة مرة أخرى إلى موضوعه المفضل، حيث غرد مؤخراً قائلاً إن روسيا هي «العذر الزائف للديمقراطيين لخسارة الانتخابات». إن أفضل فرصة للحزب الجمهوري للبقاء على قيد الحياة هي تمرير مشروع قانون لإصلاح ضريبي حقيقي، ولعلهم يصلّون كي لا يشعر الناخبون بالحاجة إلى الاحتجاج من خلال التصويت من أجل بديل في عام 2018. ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»