«وحَّدْنا توقيت رفع العلم لنقول للجميع بأننا لسنا إمارات.. نحن دولة الإمارات.. ولنغرس في أجيالنا بأن علمنا هو رمز احترام دولتنا».. بهذه الكلمات التي قالها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، يتجلى لنا بوضوح الهدف الأسمى من يوم العلم. هو ذلك اليوم الذي يتجدد فينا كل يوم لنتذكر سوية القائد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، حين كان يرسم ملامح ومستقبل وطن لم يستقرئه أحد سواه، طيب الله ثراه، حين كان ممثلاً للحاكم في مدينة العين. يوم العلم هو استذكار لرجل الوحدة وباني الوطن الذي أصر أيما إصرار، برغم الظروف في ذاك الوقت، على أن تكون للإمارات السبع علم واحد يرمز لوطن واحد، فيصبح يوم العلم - كما قال صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة - رمزاً لـ«وحدتنا وترابطنا وتكاتفنا، ونهجنا الثابت الذي أسسه المغفور له، بإذن الله، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، ويمضي في تثبيت أركانه خليفة». يوم العلم هو يوم أكدت دولة الإمارات فيه أنها ماضية على نهج زايد راسخةً في شرعية سلطتها وولاء شعبها ورسوخ منطلقاتها، فامتزج يوم العلم بمناسبة غالية علينا جميعاً حين تولى صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئاسة الدولة، وفق منهج راسخ، عبر عنه سموه بالقول: «إننا قمنا بإرشادات مؤسس هذا الوطن، والدنا المغفور له، بإذن الله تعالى، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، ونفذنا أوامره التي كانت تصدر لمصلحة الشعب»، يعزز ذلك ويؤكد على استمرارية النهج ما نستشفه من حديث سمو الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان، نائب رئيس المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي، حين ذكر سموه أن «هذا اليوم المبارك يتزامن ويوم تولي صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، مسؤولياته راعياً أميناً لآمال الإماراتيين، وحامياً فذاً لمصالحهم وتطلعاتهم، سيراً على نهج مؤسس الدولة الراحل الكبير الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، الذي مازال إرثه الاستثنائي يلهم أجيال الإماراتيين نحو مزيد من التعاضد والتكافل والوحدة، تلك الوحدة الضامنة لاستمرار مسيرة التنمية والازدهار، ومن هنا كانت الرؤية الثاقبة لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، بأن يكون يوم تسلّم صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، حفظه الله، مقاليد الحكم، يوماً نرفع فيه جميعاً راية وطننا، تعبيراً عن وحدته، واحتفاء بإنجازاته، وتفاؤلاً بمستقبله المشرق». إن وقوفنا جميعاً أمام سارية علم دولة الإمارات في توقيت واحد تصمت فيه الحناجر، لتترك للأرواح مساحة من التعبير عن فخرها واعتزازها وهي ترى علم دولتنا يرتفع شيئاً فشيئاً حتى يعانق السماء، ما هو إلا تجديد لسنة مقبلة من العطاء والتفاني والتكاتف لرفع عزة دولة الإمارات، والتعبير الصادق عن الانتماء الحقيقي لهذه الدولة، وولاء نابع من قناعة ورسوخ منطلقات ومرتكزات لقيادة تعيش المستقبل وتستقرئه كما استقرأه المغفور له، بإذن الله، الشيخ زايد بن سلطان، طيب الله ثراه، لتودع الإمارات آخر سفينة نفط وهي في كامل استعدادها للمرحلة المقبلة.