أثناء رحلة غير معلنة إلى أفغانستان، أول أمس، ذكّر وزير الخارجية الأميركي حركة «طالبان» بأن الولايات المتحدة مستعدة للتفاوض، بل وذهب إلى حد القول إن الحركة المسلحة «يمكنها الانضمام إلى الحكومة الأفغانية إذا ما نبذت تطرفها وعنفها»، وهو ما يؤكد تلهّف واشنطن على إنهاء الحرب في أفغانستان. وأوضح تيلرسون أن الولايات المتحدة أرادت أن تكشف لـ«طالبان» والمسلحين الآخرين أن واشنطن ظلّت في أفغانستان لفترة طويلة، ولن تسمح لهم بالتفوق عسكرياً. وفيما بدا تلويحاً بالجزرة، قال: «نعتقد أن الأصوات المعتدلة داخل (طالبان)، والأصوات التي لا ترغب في مواصلة القتال إلى الأبد، لها مكان في الحكومة إذا استعدت لنبذ الإرهاب والعنف، والالتزام تجاه استقرار وازدهار أفغانستان». وأدلى «تيلرسون» بتلك التصريحات إثر لقاء مع الرئيس الأفغاني أشرف غني، ومسؤولين بارزين في الحكومة الأفغانية بقاعدة «باجرام» الجوية قرب كابول، وهي أكبر منشأة عسكرية أميركية في أفغانستان. وتشي المفاتحات الدبلوماسية برغبة إدارة ترامب في طي صفحة أطول حرب في التاريخ الأميركي، وإن كان ترامب تعهد في أغسطس الماضي بدعم منقطع النظير لأفغانستان عقب سجالات داخلية قاسية، وتردد بعد الترويج لإنهاء الحرب المكلفة التي استمرت 16 عاماً. وقد حاول الرئيس السابق أوباما عدة مرات التفاوض على السلام مع «طالبان»، لكن من دون جدوى. ولم تكشف إدارة ترامب حتى الآن كيف يمكن أن تختلف جهودها الدبلوماسية هذه المرة، غير أن تيلرسون كرّر أثناء زيارته إلى كابول رغبته في الحصول على مزيد من التعاون الباكستاني من أجل تحقيق الاستقرار في أفغانستان. وقال: «يساورنا القلق بشأن استقرار باكستان مستقبلاً، كما هو الشأن هنا في أفغانستان»، معرباً عن اعتقاده بأن على باكستان أن تتبنى وجهة نظر واضحة بشأن موقفها من بعض المنظمات الإرهابية التي تجد ملاذاً آمناً داخل الأراضي الباكستانية. روبيي جرامر كاتب أميركي يُنشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»