لو اهتم الجمهوريون بالتفكير في الأمر، لكانوا أدركوا أن إحداث تخفيضات ضريبية استناداً إلى فوائدها للطبقة المتوسطة محكوم عليه بالفشل. ويذكرنا «جلين كيسلر» من صحيفة «واشنطن بوست» بالآتي: «أن الغالبية العظمى من دافعي الضرائب الأميركيين يدفعون القليل أو لا شيء في ضرائب الدخل، بل في الغالب يدفعون ضرائب من خلال الرواتب، مثل الضمان الاجتماعي والرعاية الطبية. لذا فإن هذا يقلل من المصداقية بالنسبة لمسؤولي الإدارة (مثل المستشار الاقتصادي جاري كوهن الذي يقول إن الأغنياء لن يحصلون على تخفيضات ضريبية). وبدلا من محاولة الدفاع عن السياسة الضريبية التي «تتسلسل تنازلياً»، آثرت الإدارة وقادة الكونجرس الكذب بشأن ما قدموه. وزعموا أنه لم يكن دعماً للأغنياء، بل إن الطبقة المتوسطة ستكون محور هذه الخطة. وادعوا أن التخفيضات الضريبية ستسدد نفسها. وهي كلها مزاعم خاطئة، كما برهنت مجموعات خارجية عديدة. ووضع مركز السياسات الضريبية تحليله يوم الجمعة: «لقد وجدنا أنها ستخفض الإيرادات الضريبية بنحو 2.4 تريليون دولار على مدى عشر سنوات، و3.2 تريليون دولار على مدى العقد الثاني. وفي عام 2018، ستشهد جميع فئات الدخل انخفاض متوسط الضرائب. لكن بعض دافعي الضرائب في كل مجموعة سيواجهون زيادات ضريبية. أما الذين يحصلون على أعلى مستويات الدخل، فسيحظون بأكبر تخفيضات ضريبية. وستكون التخفيضات الضريبية صغيرة كنسبة مئوية من الدخل في عام 2027، وسيشهد دافعو الضرائب في النسبة المئوية من الدخل من 80 –95، في المعدل، زيادات ضريبية». وإذا كان استبعاد الأغنياء واستهداف الطبقة المتوسطة بالتخفيضات الضريبية هو هدفهم، فقد قام الجمهوريون بعمل سيء للغاية: «في عام 2018، سينخفض متوسط فاتورة الضرائب (الحساب الضريبي) بالنسبة لجميع فئات الدخل. ودافعو الضرائب في أسفل فئة الـ95% من توزيع الدخل سيشهدون زيادة الدخل الضريبي بنسبة تتراوح بين 0.5 و1.2 في المئة. ودافعو الضرائب في أعلى 1 في المئة (الذين تزيد دخولهم عن 730 ألف دولار) سيحصلون على 50 في المئة من إجمالي الفائدة الضريبية خلال الفترة بين 2018 و2027. وخلال هذا الفترة، سينخفض متوسط التخفيضات الضريبية كنسبة من الدخل بعد خصم الضرائب بالنسبة لجميع الفئات غير فئة 1 في المئة. وفي عام 2027، سيشهد دافعو الضرائب بين فئات 80 و95 في المئة من الدخل (الذين تتراوح دخولهم بين 155 و300 ألف دولار) زيادة ضريبية طفيفة في المتوسط». كيف وصل الجمهوريون إلى وضع برنامجهم بالكامل لازدهار الطبقة المتوسطة في خطة ربما لا تحقق الفوائد الموعودة؟ إنه مثال آخر على تعثر الحزب لأنه توقف عن التفكير في الحاضر والمستقبل. ولأنه عالق في الماضي، فهو يفترض كل شيء كما لو كان في عام 1981. ويهمل الجمهوريون التفكير في أن الدَّين أكبر بكثير، وأن عدم المساواة في الدخل أسوأ وأن دافع الضرائب العادي ليس لديه فاتورة ضريبية فيدرالية ضخمة. دعونا نتذكر أن التخفيضات الضريبية لا تتصدر قائمة أولويات الناخبين على أي حال وليست ضرورية لإخراجنا من الركود. وإذا أصر الجمهوريون على التخفيضات الضريبية وكانوا حقاً يريدون مساعدة الأميركيين من ذوي الدخول المتوسطة والدنيا، فإنهم سيمنحونهم تخفيضاً في الضرائب المستقطعة من رواتبهم، أو يزيدون المزايا المقدمة لهم من خلال تمويل البرامج التي تستخدمها فئات الدخل هذه. وهذا ليس في خطة الجمهوريين لذلك فهو لا يحظى حتى بالتفكير. وقد يكسر الجمهوريون بشاعة التخفيضات الضريبية. فإذا فعلوا ذلك، فإنهم سيخلقون فرصة كبيرة للديمقراطيين للاستيلاء على الزخم الشعبوي للحزب، ويستعيدون صورتهم للطبقة العاملة ويترشحون في عامي 2018 و2020 ضد الأفكار الخاصة بالتخفيضات الضريبية والرعاية الصحية. جنيفر روبين كاتبة أميركية ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»