كان يوم الجمعة الرابع من سبتمبر الفائت عصيباً على جميع أهل الإمارات، الذين فجعوا بالأخبار الواردة من أرض اليمن، والتي مفادها استشهاد 45 فرداً من جنودنا البواسل، استهدفتهم أيادي الغدر والعدوان الآثمة، فسالت دماؤهم الزكية في معسكر بالقرب من مأرب، ضمن آخرين من قوات التحالف المشتركة التي تقاتل لدعم الشرعية في اليمن ضد الانقلابيين الحوثيين والقوات الموالية للمخلوع علي عبدالله صالح. وسرعان ما تفاعل أبناء الوطن مع الحدث الجسيم في مختلف وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي، فلهجت الألسن بالدعاء للشهداء والترحم على أرواحهم الطاهرة والدعوة بأن ينزل الله على قلوب ذويهم السكينة والرضى، ويؤجرهم في مصابهم خيراً. وفي حسابات التواصل الاجتماعي أكد المشاركون أن يوم الرابع من سبتمبر هو من أشد الأيام وقعاً على الوطن بعد فقد الوالد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه، معتبرين أن المصاب لم يكن مصاباً لذوي الشهداء فقط، وإنما هو مصاب الجميع قيادةً وشعباً، وهو ما دلل عليه صدور البيان الرسمي من وزارة شؤون الرئاسة بإعلان الحداد لمدة ثلاثة أيام اعتبارا من السبت. وظهر جليا حجم التلاحم الشعبي والترابط المجتمعي الكبير مع الحدث. وأكد أبناء الوطن أنهم في صف واحد مع قيادتهم الرشيدة وقواتهم المسلحة في دعم الأشقاء في اليمن لاستعادة حقوقهم الشرعية، وتضاعفت حصيلة تبرعات حملة «عونك يا يمن» في نفس اليوم لتبلغ أكثر من نصف مليار درهم. كما هرع المتبرعون من المواطنين إلى بنوك الدم تلبية لنداءات التبرع بالدم للجرحى والمصابين من جنودنا البواسل. ولكن في خضم الحدث، كان البعض يستعجل تداول ونشر بعض الأخبار غير الدقيقة أو المفبركة، أو قوائم بأسماء مزعومة أنها لشهداء ولم تكن صادرة عن الجهة الرسمية، مما أحدث بعض البلبلة والتشويش على الناس وهذا ما يدل على قلة وعي من يروج لتلك الإشاعات وهذا أمر مخالف ويعاقب عليه القانون. ولطالما صدرت تنبيهات عديدة من جهات رسمية وإعلامية وقانونية بضرورة عدم تداول المعلومات غير الدقيقة والصور والمقاطع فإما أنها مفبركة أو أنها ترصد تحركات الجنود والعتاد العسكري على الأرض، وبذلك يقدم البعض خدمة للعدو بسبب الجهل وقلة الوعي. رحم الله جميع شهداء الوطن الأبرار الذين ضحوا بدمائهم سواء في البحرين أو اليمن، وعزاؤنا في أنهم انتقلوا إلى رحمة الله وهم يدافعون عن قضية عادلة وجهاد في سبيل الله. نسأل الله أن يكونوا ممن قال فيهم سبحانه وتعالى: «ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتاً بل أحياء عند ربهم يرزقون». صحفي إماراتي