? ?كما يبدو أن الولايات المتحدة، وما يسمي بمجموعة 5+1 كانوا على وشك التوصل لاتفاق مع إيران حول برنامجها النووي. غير أن الاتفاق انهار في النهاية، بحسب كل الروايات، لأن فرنسا رفضته بشدة، واصفة إياه بأنه "خداع" وقد كانت فرنسا محقة. فالفرنسيون مدينون بالكثير للأميركيين لتصرفات حدثت في الماضي، ولكن في هذه المرة، ينبغي على الأميركيين تقديم الشكر لفرنسا. ولنكن واضحين حول النقطة الأساسية: التوصل لاتفاق، جيد، هو هدف مرغوب فيه بشدة. فإذا كان بالإمكان منع إيران من صنع أسلحة نووية، أو الاقتراب بشدة من صنع هذه الأسلحة، من دون عمل عسكري، فإن هذا سيكون أكثر النتائج المرغوبة. الشعب الإيراني يستحق فرصة للعودة إلى الازدهار، لذا فان تقليل التوترات الدولية سيعود بالنفع على الجميع. ? ?ورغم ذلك، فان التوصل لاتفاق ليس الهدف النهائي. ولكن الهدف الحقيقي يتمثل في وقف وتفكيك تقدم إيران نحو تصنيع السلاح النووي. ولن يحقق هذا الاتفاق الهدف. من المقرر أن تستأنف المفاوضات في العشرين من نوفمبر على مستوى المدراء السياسيين لبحث بعض المسائل العالقة. ? ?ولم يتم الكشف عن الشروط الرسمية للاتفاق الذي انهار في نهاية الأسبوع الماضي خلال المفاوضات المحمومة التي جرت في جنيف. لكن فرنسا، التي اختلفت مع مجموعة 5+1 (الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن + المانيا)، كشفت عن اعتراضها قبل بدء المؤتمر الصحفي الرسمي. وخرج وزير الخارجية الفرنسي عن البروتوكول ليقول للصحفيين: إن الاتفاق لم يكتمل. وأعلن المسؤول الفرنسي أن بلاده لم توافق علي الخطة قيد المناقشة. ? ?لوران فابيوس وزير الخارجية الفرنسي، فقد تحدث عن خلافات مع إيران حول مفاعل آراك، جنوب شرق طهران، الذي من الممكن أن ينتج يورانيوم كافياً لصنع عدة قنابل نووية عندما يبدأ تشغيله. وأشار أيضاً إلى خلافات حول حدود تخصيب اليورانيوم التي ستكون متاحة لطهران. وتريد الدول الغربية أن تظل تلك النسب أقل من أن تسمح لإيران بإنتاج سلاح نووي. وقد تركز الخلل الأكثر وضوحاً في الخطة المقترحة على وضع مفاعل البلوتونيوم الذي تقوم إيران بتشييده، بالتوازي مع أنشطة تخصيب اليورانيوم الهائلة. وعلى ما يبدو أن إيران كانت مستعدة للموافقة على تجميد تخصيب اليورانيوم في مقابل تخفيف العقوبات الاقتصادية المفروضة عليها من قبل الغرب. ولكن ماذا عن مصنع البلوتونيوم؟ تزعم إيران أنها في حاجة إلى البلوتونيوم لإجراء أبحاث طبية وزراعية. ومن الصعب قبول ذلك، خصوصاً من دولة اعتادت الخداع بشأن برنامجها النووي. وقد ناقشت المفاوضات التي عقدت في جنيف موضوع مصنع "آراك" للبلوتونيوم. ولكن لم يكن هناك شعور كبير بالعجلة بشأن هذه المسألة، ربما لأنه من المقرر الانتهاء من تشييد المصنع في 2014. ووفقاً لما ذكره المراسلون أنه كان من المعتزم مناقشة مصنع آراك، ولكن الشروط كانت ضعيفة مما يدعو المرء للتساؤل بشأن حكمة المفاوضين الغرب. ? ?كما ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" أن التسوية التي يفضلها بعض أفراد الوفد الأميركي سيسمح لإيران بالاستمرار في بناء مصنع آراك للبلوتونيوم طالما أن طهران وافقت على الامتناع عن تشغيله خلال الستة أشهر التي يغطيها الاتفاق المؤقت. وبعبارة أخرى، فإن إيران ستواصل التقدم للإمام في جزء رئيسي من برنامجها النووي إن الساعة النووية الشهيرة ستواصل الدق. هذه هي مجرد واحدة من عدة مناطق للخلاف، كما أن هناك أيضاً تساؤل عما سيحدث مع مئات "الباوندات" من اليورانيوم الذي قامت إيران بالفعل بتخصيبه إلى درجة 20 بالمئة، أي للمستوى الذي يقربهم من القدرة على تخصيبه بدرجة عسكرية، ويحولون اليورانيوم الذي تم تخصيبه بهذه الدرجة إلى قضبان وقود ذري. بالطبع، من المفترض أن يكون هذا اتفاقاً مؤقتاً، اتفاق من شأنه كسب المزيد من الوقت لإجراء مفاوضات أكثر تفصيلاً. وبعد عقود من إخفاء برنامجها النووي، وبعد أن تحملت العقوبات الدولية وأصبحت منبوذة عالمياً، من الصعب تخيل أن إيران قامت ببساطة بتغيير رأيها. ربما أقنعتها المعاناة أخيراً بالقيام بذلك. لكن التجربة تثبت أن الغرب سيتصرفون بشك ويتحركون بعناية فائقة. سيكون من الجيد عقد اتفاق مع إيران، شريطة أن يكون اتفاقاً جيداً ?. ?فريدة جيتيس? ?محللة سياسية أميركية ? ينشر بترتيب خاص مع خدمة "إم.سي.تي. إنترناشونال?