متابعة المسؤولين الإداريين لهموم المواطنين ونزولهم للميدان في النطاق الذي يتماشى مع صلاحياتهم ومسؤولياتهم ولا يتجاوزها سيكون خطوة رائدة تتفرد بها بلادنا، وبما أننا سباقون بكل شيء جميل وخلاّق ومتميز، لماذا لا نبتكر أفكاراً جديدة لخدمة مجتمعنا وتتبناها مؤسساتنا وهيئاتنا الحكومية؟ لماذا لا تستحدث بادرات جديدة وغير مسبوقة يقوم عليها شباب الوطن خاصة أولئك الذين يتبوأون مناصب قيادية في كافة مؤسساتنا ووزاراتنا، ونطلق على تلك البادرات مسميات تعكس الأهداف النبيلة لها كأن نسمي بادرة ما باسم (فرسان الإدارة في الميدان) على سبيل المثال لا الحصر؟ لمَ لا يتم إقامة ملتقيات يشارك فيها المواطنون من مختلف الفئات والشرائح العمرية ويتم تفعيل جمعيات ذات النفع العام على النحو الذي يخدم مجتمعنا، ويكرس تلك العلاقة التي تنادي بها قيادتنا الرشيدة في تفعيل مؤسسات المجتمع المدني، لمَ لا نلغي الحواجز والجدران التي وضعها بعض ضيقي الأفق ممن يريدون أن يسرقوا منا المستقبل. ونمد أكفنا نحو كل ما هو أفضل؟! لا يمكن أن ننادي بتنمية شاملة والقيادات الإشرافية والتنفيذية بمعزل عن هموم المواطن البسيط وبعيدة عن طريقة تفكيره وتلمس احتياجاته، أنا هنا أقصد المواطن العادي في مختلف مدن بلادنا من السلع إلى رأس الخيمة، مروراً بقرانا الصغيرة، فأحلام البسطاء ليست مستحيلة، ولكنها بعيدة عن تخيل بعض خريجي الجامعات العريقة والأجنبية. كثير من العوام يتساءلون ويطرحون أسئلة طبيعية ومشروعة -بعيداً عن التعميم- حول الأسباب التي تجعل مدير مؤسسة ما أو مسؤولاً ما غائباً عن الفعل اليومي وغائباً عن تلمس أوجاع ومعاناة بعض المواطنين. في دولتنا تقليد لفت انتباه القاصي والداني والقريب والبعيد رسخه المغفور له بإذن الله الراحل والوالد المؤسس الشيخ زايد طيب الله ثراه، ويتمثل في زيارات أصحاب السمو الشيوخ للمواطنين لمتابعة شؤونهم ولعل زيارات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي رعاه الله للمواطنين تحمل في عمقها دروساً وعبراً كثيرة ... فكثيراً ما نسمع عن توجهه للمنازل البسيطة حتى وإن كانت في المناطق النائية، ونسمع عن جلوسه على الأرض في فناء منزل أحد كبار السن والتحدث إليه بمنتهى العفوية وهو بذلك يضرب مثالاً حياً في فعله وكلامه وفكره لكل مسؤول في فن التواصل مع المواطنين والقيام والسهر على احتياجاتهم. أيضاً الزيارات المتتابعة للفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة لكافة مناطق الدولة تثبت هذا التوجه وهذه الرؤية فلا غرابة أن نجد اهتمامه بالصغير والكبير والمرأة والشاب وذوي الاحتياجات الخاصة. وعلى ذات النهج أيضاً ممثل الحاكم في المنطقة الغربية سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان في زياراته لمدن المنطقة الغربية، وحرصه على الالتقاء بالمواطنين ومجالستهم، ومشاركتهم قهوتهم بكل حب ومودة، مشرعاً لهم قلبه وهم كذلك. ومن يتابع التطور الذي تشهده المنطقة الغربية ومتابعة سموه لكل كبيرة وصغيرة بتوجيهات مباشرة من صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله، سيعرف مدى تنامي الغرس الجميل الذي زرعه سموه في نفوس أهل الغربية. المنطقة الغربية التي تشكل أكثر من70 في المئة من مساحة الدولة و83 في المئة من مساحة إمارة أبوظبي، وتتركز فيها أغلب حقول النفط البرية والبحرية، والمحميات الطبيعية، حيث تساهم بــ 40 في المئة من الناتج المحلي لأبوظبي لذلك هي تستحق هذه الرعاية والمتابعة. نحن أبناء صاحب أعظم فكر في فهم ما حوله، تلاميذ عبقرية رجل عظيم علم خبراء الاتصال مفهوم هذا العلم تطبيقاً لا تنظيراً ... زايد بن سلطان ذلك الرجل الملهم والمذهل في قدرته على التواصل مع كافة الأطياف الفكرية والمجتمعية، مع الطفل والشاب والشيخ المسن، من أهل البر أو البحر أو الجبال، حتى في عز أيام مرضه، كان العين الساهرة والقلب النابض وكم نستشعر نوره ونهجه يضيء أرواحنا وحياتنا. المتأمل يرى في فعل قيادتنا الرشيدة منهجاً يفترض أن يتبعه المسؤولون في كافة القطاعات الحيوية التي تمس شأن الفرد، ولذلك فإن الخروج ببادرات تشعر المواطن بأن صدى صوته قادر أن يؤثر سيكون لها الأثر الكبير في إشراك الفرد في التنمية التي نشهدها وننشدها... وأولى تلك البادرات تلك التي تهدف إلى تضييق الفجوة بين المواطن بهمومه اليومية والمسؤول في المؤسسة المتصلة به بشكل مباشر. ضوء: مدوا للناس قلوبكم بالعون قبل كفوفكم.