تواصل هيئة الهلال الأحمر الإماراتي، ومنذ أن تأسست، دعمها المعوزين والمحتاجين أينما وجِدوا، لتحرص اليوم على القيام بمهام ومبادرات أكثر شمولية تقف من خلالها جنباً إلى جنب مع الأفراد والمجتمعات، في مواجهة آثار تفشي وباء كورونا المستجد (كوفيد– 19) التي طالت دول العالم كافة، سواء على الصعيد النفسي أو الاجتماعي أو الاقتصادي، أو أي مجال آخر، حيث تمثلت آخر الأعمال الإنسانية للهيئة في إطلاق عدد من المبادرات في الفترة المقبلة، وبتوجيهات سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان، ممثل حاكم أبوظبي في منطقة الظفرة، رئيس هيئة الهلال الأحمر، لدعم «صندوق الإمارات وطن الإنسانية» الذي أعلن عن إنشائه مؤخراً، بهدف حماية المجتمع من تداعيات الفيروس المختلفة.
وتأتي مبادرات «الهلال الأحمر» بشكل موازٍ لكل الجهود التي تبذلها دولة الإمارات العربية المتحدة، والإجراءات الاحترازية والوقائية لمواجهة كورونا، وهو الأمر الذي استدعى من الهيئة العمل على حماية المجتمع من تداعياته الصحية، من خلال جمع المزيد من التبرعات التي يتم حشدها في هذا المجال، فبحسب الأمين العام للهلال الأحمر، الدكتور محمد عتيق الفلاحي، فإن مبادرات «الهلال الأحمر» تتضمن في هذا الصدد مجالات حيوية، كالصحة والتعليم والغذاء والدعم اللوجستي.
المبادرات التي تتم بالتنسيق مع وزارات عدّة، تتضمن، بحسب الفلاحي، مجموعة مجالات، كتوفير الطرود الصحية، والمساهمة في برنامج التعقيم، وذلك بالتعاون مع وزارة الصحة. أما بشأن المبادرات التعليمية، فإن الهيئة وبالتعاون مع وزارة التربية والتعليم، ستقوم بتوفير أجهزة الحاسوب والمعينات الدراسية التكنولوجية والاستفادة من خبرات متطوعيها في إعطاء دروس إضافية للطلاب عبر منصة الوزارة، سعياً إلى دعم برنامج «التعليم عن بُعد». وفي مجال الغذاء، ستعمل الهيئة على توفير طرود غذائية ومياه لإيصالها إلى المستهدَفين في مناطق وجودهم، من كبار المواطنين وأصحاب الهمم والأيتام وأسر السجناء والأسر المتعففة، من خلال قيام متطوعي الهيئة بتعقيم أجهزة الصراف الآلي، ومنافذ بيع المواد الغذائية.
إن الإعلان مؤخراً عن إنشاء «صندوق الإمارات وطن الإنسانية» بالتنسيق بين الهيئة الوطنية لإدارة الطوارئ والأزمات والكوارث وهيئة الهلال الأحمر الإماراتي والجمعيات والمنظمات الإنسانية في الدولة، جاء للتصدي لفيروس كورونا المستجد، عبر استقباله مساهمات مالية وعينية من الأفراد والمؤسسات، عبر مراكز الهلال الأحمر على مستوى الدولة والجمعيات الخيرية الأخرى، بما يضمن توحيد الجهود الوطنية للتصدي للفيروس، ويجسّد قيم وثقافة وممارسات التلاحم الاجتماعي، ويعزز الجهود الوطنية الرامية إلى الحد من تداعياته الصحية والاقتصادية والاجتماعية.
إن هيئة الهلال الأحمر الإماراتي، تبذل في هذه المرحلة جهوداً جبارة، على الصعد المحلية والإقليمية والدولية، في سبيل تقديم كل أشكال الدعم والمساعدة إلى مستحقيها في كل مكان، فهي تأسست على هدف استراتيجي يقوم على الوقوف إلى جانب الشعوب في الكوارث والأزمات والحروب، لتجد نفسها اليوم في مواجهة، ستنتصر فيها على كل ما يخلّفه الفيروس على البشرية من آثار تطال أمن الإنسان الصحي والاقتصادي والاجتماعي، فلم تنسَ دولة الإمارات، حتى في هذه الظروف، الأهل في اليمن الشقيق، حيث أطلقت الهيئة حملات توعوية وتثقيفية للوقاية من فيروس كورونا في العديد من مناطق اليمن، كحضرموت، وعدن، والساحل الغربي، وسقطرى، وكلها جاءت لزيادة الوعي لدى الشعب اليمني بمخاطر الفيروس، وسبل الوقاية منه، عدا تسيير القوافل الغذائية إلى اليمنيين، وتزويدهم بأجهزة حرارية للكشف السريع عن الفيروس، الذي جاء انطلاقاً من موقف الدولة الراسخ في دعم اليمن، مالياً وسياسياً وإنسانياً، لاسيما أنها تحتل المركز الأول عالمياً كأكبر دولة مانحة للمساعدات إلى الشعب اليمني الشقيق لعام 2019، وفق تقرير مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية «أوتشا».
 

 *عن نشرة «أخبار الساعة» الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية.