لم تكن الصورة التي نشرها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، ووصلته من «متسوق سري»، على حساب سموه الرسمي في «تويتر»، في أبريل الماضي، مجرد حادثة وانتهت، إنما كانت انطلاقة أكبر لتطوير العمل الحكومي وتحسين جودة الخدمات، انطلاقاً من رؤية أكثر شمولية تتعلق باعتماد فضلى الممارسات الخاصة بالتطوير، وتعزيز المتابعة والمسؤولية اللتين تقعان على عاتق المواطنين والمقيمين والمؤسسات، كل بلا استثناء، في أن يكونوا جميعهم أصحاب دور في متابعة ومعالجة جوانب القصور إن وجدت، أو حتى تلك التي يتم توقعها، قائلاً سموه في تغريدة في ذلك الحين: «صورة وصلتني عبر متسوق سري لمستوى الخدمات في بريد الإمارات (...) ليس هذا مستوانا ولا خدماتنا..».
هذه العبارات تلتها متابعة مكثفة من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، رعاه الله، تقوم على تأصيل قيم وممارسات الشفافية والالتزام بمعايير جودة الخدمات المقدمة للمتلقين، استناداً إلى قاعدة أساسها سعادة المتعاملين، وضرورة تطوير القدرات الوظيفية، وآليات التعامل مع المتعاملين، كما أكد سموه. وفي استمرارية العمل لأجل هذه المستهدفات، أطلق سموه مؤخراً تطبيق «المتسوق السري» الذي طورته الحكومة بهدف تعزيز دور المتعامل وتحويله إلى شريك فاعل في تحسين الخدمات وتطويرها، من خلال التعرف على أفكاره ومقترحاته في هذا الشأن.
«المتسوق السري»، هذه المنصة الذكية، التي تعدّ الأولى على مستوى العالم بثماني لغات، تتيح لكل قاطني دولة الإمارات العربية المتحدة أن يكونوا جميعهم متسوقين سريين، من خلال تقييم الخدمات الحكومية باستخدام هواتفهم الذكية، حيث قال صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، رعاه الله، إن «أبواب حكومتنا مفتوحة للناس.. صوت المتعامل مسموع، وملاحظاته وتقييماته محور اهتمامنا ومتابعتنا..». لقد حملت هذه المفردات كل معاني الحرص على جودة الخدمات الحكومية، سعياً إلى تحقيق مستهدفات الأجندة الوطنية لـ«رؤية الإمارات 2021» و«مئوية الإمارات 2071»، الرامية إلى تبنّي أفضل الممارسات الحكومية، وتقديم خدمات استثنائية تعزز النمو وتدفع عجلة التنمية المستدامة وتحقق الرفاه للأجيال القادمة.
ويشير قول سموه إن «كل فرد في مجتمع دولة الإمارات شريك في تطوير الخدمات الحكومية، وكل متعامل هو متسوق سري وهو الحَكَم والمعيار لأداء أي جهة حكومية وكفاءة الخدمات التي تقدمها» إلى مقدار المسؤولية التي يجب أن يتحلى بها كل من يعيش على أرض دولة الإمارات ويجني من خيرها، بوصفهم أعضاء فاعلين في تحقيق كل رؤى وتطلعات القيادة الرشيدة في تحقيق المراكز الأولى عالمياً في مؤشرات التنافسية، التي لا تنفصل عن النظر إلى الإنسان بوصفه نقطة الارتكاز الأولى في تحقيق ذلك، وتتطلب اعتماد مبادرات تُعنى بطمأنته بأنه يعيش في دولة، هو همّها وهو وسيلتها في تحقيق الطموحات، فـ«المتسوق السري» يركز على تقييم رحلة المتعاملين أثناء تلقيهم الخدمات، بناءً على مجموعة من المعايير، تتعلق بموقع مركز الخدمات الحكومية وسهولة الوصول إليه والاستقبال ووقت الانتظار وسهولة إجراءات المعاملة وسلوك الموظفين وزمن إنجاز المعاملة، وغير ذلك.
إن تطبيق «المتسوق السري» الذي راعى تعدد اللغات، لكون دولة الإمارات تحتضن على ترابها أكثر من 200 جنسية، يُظهر عمق النظر وبعده في تحسين جودة الخدمات، استناداً إلى مواكبة التطورات التكنولوجية والتقنية الجارية في العالم، والتي باتت أحد أهم المعايير اللازمة لتطوير كفاءة الخدمات الحكومية والارتقاء بها وفقاً لمبادئ الشفافية والمسؤولية والمتابعة، بما يعزز قصص النجاح والتميز، ويحفز على المزيد من التشاركية والتفاعل والتواصل بين الجهات الحكومية ومتلقّي الخدمات.

عن نشرة «أخبار الساعة» الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية