أعلن، مؤخراً، كل من الأمير هاري وزوجته ميجان (دوقة ساسكس) أنهما قررا ترك واجباتهما الملكية والعيش لبعض الوقت في شمال أميركا. وهز الإعلان بريطانيا، لكنه قوبل في كندا ببعض الترحيب وقليل من الخلاف وشيئاً من اللامبالاة. وجاء إعلان الزوجان في اليوم الذي وقعت فيه كارثة الطائرة الأوكرانية في إيران، والتي أدى إلى مقتل 176 شخصاً كانوا على متنها، بينهم 57 كندياً. وقد استحوذ هذا الخبر الحزين على اهتمام الكنديين، لكن قرار الزوجين الملكيين وطفلهما «آرشي» حُظي ببعض الاهتمام أيضاً.
وثمنت افتتاحية لصحيفة «تورنتو ستار» أن تكون كندا مقصد الزوجين. وجاء في افتتاحيتها: «القليل من تواجد الأسرة الملكية، ولو لبعض الوقت، ربما هو ما نحتاج إليه. لا نريد أن نبدو متلهفين للغاية، لكن هذا صعب». وربما لا يكون هذا ليس مجرد تفكير بالتمني، فقد أكد قصر باكنجهام يوم الجمعة الماضي، أن ميجان عادت إلى كندا التي أقام فيها «أرشي» بعد عطلة امتدت أسابيع هناك، وصفها الزوجان بأنها «لا تصدق»، كما وصفا البلاد بأنها مكان «خاص للغاية».
والملكة إليزابيث الثانية، جدة هاري، هي ملكة كندا. وأول زيارة لهاري إلى كندا كانت مع والديه، الأمير تشارلز والأميرة ديانا، عام 1991. وعاشت ميجان في تورونتو لعدة سنوات، بينما كانت تقوم بالتمثيل. وفي تورونتو ظهرت مع هاري لأول مرة رسمياً عام 2017.
وتؤكد كارولين هاريس، مؤرخة الأسرة المالكة، أن كندا «لطالما اعتُبرت بيئة صديقة للأسرة المالكة». لكن «الكنديين يميلون إلى عدم الاهتمام بالحياة الخاصة للشخصيات العامة. فليس هناك ثقافة الاهتمام بالمشاهير»، كما في بريطانيا وفي الولايات المتحدة.
وأشار استطلاع للرأي نشرته مجلة «هالو! كندا» إلى أن الأميرة كيت (دوقة كامبريدج) هي أكثر أفراد الأسرة الملكية شعبية في كندا. وميجان وهاري ضمن العشرة الأكثر شعبية، لكنهما في مرتبة متأخرة من القائمة. ووعدت سلسلة مقاهي «تيم هورتونز» الكندية الشهيرة بأن تقدم القهوة للزوجين مجاناً ومدى الحياة. لكن هذا العرض أدى إلى رد فعل سلبي على مواقع التواصل الاجتماعي. فقد استنكر منتقدون المعاملة التفضيلية لأصحاب الملايين في ظل تاريخ النزاعات بين الشركة وعمالها.
وتجنبت كندا، إلى حد كبير، الجدل الذي اشتعل في أستراليا ودول أخرى من الكومنولث، بشأن مدى ضرورة أن يكون لها ملك كرأس للدولة. وترى هاريس أن السبب في هذا يرجع في جانب كبير منه إلى أن قطع هذه الروابط سيكون عملية صعبة.
واستقبل الملكيون الكنديون الأنباء باهتمام شديد. ففي يوم الإعلان عن احتمال إقامة الزوجين الملكيين في كندا، صرح روبرت فينش رئيس «الرابطة الكندية الملكية» أن الجماعة تحذر من «القفز إلى نتائج عما قد يتطور في الممارسة» مع سعي هاري وميجان إلى استكشاف سبل القيام بأدوار جديدة. ونشرت الجماعة بعد يومين «تحذيراً ودياً» إلى الزوجين، على صفحتها على فيسبوك، من أن «أي دعم شعبي لرغبتهما في شغل دور جديد يجمع بين مكانتهما الملكية وبين مزيد من الحرية الشخصية قد يتلاشى سريعاً إذا كان من شأنه خلق شعور، ولو بشكل غير مقصود، بأنهم أظهروا بطريقة ما عدم الاحترام للملكة التي طبعها التواضع وشعارها هو الواجب».
وهناك تعقيدات يتعين على الزوجين تذليلها إذا انتقلا إلى كندا. صحيح أن جدة هاري هي ملكة كندا، لكنه ليس مواطناً كندياً. وإذا أراد هاري وميجان البقاء في كندا أكثر من ستة أشهر، فربما يتعين عليهما التقدم بطلب للحصول على تأشيرات مثل أي شخص آخر. وبعض مناطق البلاد ستكون أكثر وداً من الأخرى.
و
ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»