تمكنت دولة الإمارات العربية المتحدة عموماً، وإمارة دبي على وجه التحديد، من صناعة إعلام عربي يتسم بالقوة والكفاءة والتميّز، ونجحت في تفهم ما يحتاج إليه الإعلام، ما مكّنها من التحول إلى منصة إعلامية رائدة، ومنارة مشرقة للمبدعين والموهوبين، الذين وجدوا في منصاتها مصداقية ومهنية عاليتين، نابعتين من سياساتها، التي تقوم على تحفيز الحراك الإعلامي إلى حراك عربي، ووضعت على عاتقها الالتزام بالمعايير الإعلامية، التي كرّست البيئة الحاضنة للإبداع، ومكنتها من منافسة كبرى منصات الإعلام العالمية بجدارة واستحقاق.
وجاء حضور صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي «رعاه الله»، يوم الأربعاء 15 يناير، مراسم تسلُّم دبي درع عاصمة الإعلام العربي لعام 2020، والاحتفال الذي أقامه «نادي دبي للصحافة»، بمقره الجديد، بمناسبة مرور 20 عاماً على تأسيسه، بحضور عدد من سمو الشيوخ وأصحاب المعالي وزراء الإعلام العرب، تأكيداً للدور الذي لعبته دبي في احتضان الإعلام والإعلاميين العرب، منذ ما يزيد على عقدين، وإشارة إلى حرص دولة الإمارات على توظيف طاقاتها وخبراتها في دعم جهود التطوير الشاملة في العالم العربي، حتى نالت مكانتها المستحقة، كشريك في صناعة مستقبل الإقليم والعالم، وتحولت إلى أيقونة في كسب ثقة مؤسسات الإعلام العربي والعالمي، لنهجها المنفتح والمرن، الذي يستند إلى مبادئ الاحترام، وإرساء دعائم مستقبل حرّ ومستدام.
وبهذه المناسبة، قال صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم «رعاه الله»: «تعوّدنا في الإمارات أن نكون سباقين في الأخذ بزمام المبادرة، وقبل عشرين عاماً أدركنا أن الإعلام في هذا الجزء من العالم يعاني فجوة.. لذا كانت المبادرة لسد هذه الفجوة، بتأسيس منصة تدعم فرص تطوير الإعلام.. وتشجّع صنّاع الإعلام العربي على الارتقاء بإمكاناته»، ما يدلّ على أن دولة الإمارات وضعت على كاهلها العديد من المسؤوليات، تجاه تطوير وتعزيز الإعلام العربي، واعتماد مبادرات مبتكرة ورائدة تواكب التغيرات، انطلاقاً من رؤيتها العامة في استشراف المستقبل.
لقد جاء تسلّم إمارة دبي درع الإعلام العربي لعام 2020، خلفاً لمدينة الرياض، بقرار من مجلس وزراء الإعلام العرب، تقديراً لمكانة الإمارة الإعلامية، لما قدمته من إسهامات مهمة في خدمة الإعلام العربي، ودعم تطوره وجعله مواكباً لطموحات التنمية الشاملة والمستدامة، وتمكنت من استقطاب العديد من مكاتب كبرى المؤسسات الإعلامية في العالم، ونجحت في إقامة اقتصاد إعلامي مؤثر، ولا سيما بوجود أكثر من 4000 شركة محلية وعربية وعالمية تغطي الأنشطة الإعلامية كافة.
كما أن تحول دولة الإمارات إلى ملتقى للخبراء وأصحاب المواهب والكفاءات من شتى التخصصات والمهارات، كالإعلاميين والاقتصاديين والسياسيين والمثقفين والفاعلين في المجالات والصعد كافة، جعلها منبراً مهماً لكل من أراد إيصال صوته وأفكاره ومقترحاته، ورافداً بارزاً من روافد الإعلام التي تمكنهم من أداء رسالاتهم، في أجواء داعمة وقوية، وتأسيس مراكز إعلامية متكاملة، تقدم الخدمات المتخصصة للكوادر الإعلامية القادمة من كل مكان.
كما عملت دبي على الانطلاق نحو الريادة الإعلامية، من خلال تأسيس مؤسسات إعلامية جاذبة وملهمة، أبرزها: مدينة الإعلام، ومدينة الإنترنت، واعتماد مشاريع ومبادرات محفزّة، مثل: «نادي دبي للصحافة»، و«جائزة الصحافة العربية»، و«منتدى الإعلام العربي»، و«نادي رواد التواصل الاجتماعي العرب»، و«قمة رواد التواصل الاجتماعي العرب»، وجائزة «رواد التواصل العرب»، بما يواكب التطورات الحاصلة في العالم، تكنولوجياً واقتصادياً واجتماعياً وسياسياً، ويخدم شعوب المنطقة ومجتمعاتها، ويعزز البيئة الداعمة للمؤسسات ورواد الأعمال في القطاع الإعلامي، ويوفّر بنية تحتية متميزة، وأطراً تنظيمية مرنة، وخدمات داعمة تسمح بتطوير القدرات الإعلامية، وتصل بها إلى آفاق جديدة من التميز والنهضة.
*عن نشرة «أخبار الساعة» الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية.