خلال العام الماضي، أثارت الأزمات الصحية المخاوف وهيمنت على عناوين الصحف في جميع أنحاء العالم.
في الكونغو، استمرت أزمة الإيبولا التي اندلعت في العام السابق في النمو، وأعاق العنف ضد العاملين في مجال الصحة الجهود المبذولة للسيطرة عليها. وفي ساموا، انتشر مرض الحصبة القاتل بسرعة كبيرة لدرجة أنه طُلب من العائلات غير المحصنة تعليق الأعلام الحمراء خارج أبوابها لمساعدة القائمين على التطعيم على العثور عليها بسرعة أكبر. وفي باكستان، عند اختبار مئات الأطفال المولودين لأبوين غير مصابين بفيروس نقص المناعة، تبين أنهم إيجابيين بالنسبة للفيروس الذي قد يسبب مرض الإيدز. وفي الولايات المتحدة، تسببت الأمراض الغامضة المرتبطة بتدخين السيجارة الإلكترونية في قتل العديد من الشباب وأرسلت الكثيرين إلى المستشفى.
وفيما يلي القصص التي تكمن وراء بعض من أكثر الأزمات الصحية إثارة للخوف في العام الماضي.
الإيبولا: عندما ضرب فيروس الإيبولا غرب أفريقيا عام 2014، انتشر كالنار في الهشيم. وبحلول الوقت الذي تم فيه السيطرة عليه أخيرا، كان أكثر من 11,300 شخص قد لقوا حتفهم. وأدى الافتقار إلى البنية التحتية وانعدام الثقة في عمال الصحة والانتعاش البطيء من الحروب الأهلية الطويلة في اثنين من البلدان المتضررة إلى تعقيد الجهود المبذولة لوقف انتشار الفيروس.
وعندما أصاب الفيروس الكونغو عام 2018، لم تكن هذه هي المرة الأولى التي تضطر فيها البلاد إلى معالجة الحمى النزفية، لكن الخبراء قلقون من أن الوضع مهيأ لحدوث كارثة. وأصاب الصراع أجزاء من الكونغو على مدى عقود، ما أدى إلى إبطاء عملية التنمية في شرق البلاد.
الحصبة: قبل عقدين من الزمان، أعلنت الولايات المتحدة القضاء على مرض الحصبة في البلاد. ولكن مع انتشار المعلومات المضللة حول لقاح الحصبة، بدأت تظهر المزيد والمزيد من الحالات في العام الماضي.
وأصيب المئات من الأشخاص بالمرض في نيويورك، ما أجبر المدينة على إعلان حالة الطوارئ. وعندما تم الإعلان عن أنه قد انتهى، كان 654 شخصاً قد أصيبوا بالحصبة، وأنفقت المدينة 6 مليون دولار في محاولة للقضاء عليه.
وفي أماكن أخرى في العالم، كانت الجهود المبذولة لمكافحة الحصبة أكثر تعقيدا. ففي شهر أكتوبر، أعلنت ساموا تفشي مرض الحصبة. وسرعان ما انتشر في جميع أنحاء الدولة الجزرية بالمحيط الهادئ، مما أسفر عن موت العشرات وإصابة الآلاف بالمرض. كان العديد من المتوفين من الأطفال، مما دفع الحكومة إلى تنفيذ تدابير صارمة للإبطاء من سرعة انتشار المرض، حيث أغلقت المدارس في جميع أنحاء البلاد ومنعت الأطفال الذين يقل عمرهم عن 17 عاما من التجمعات العامة.
وذكرت صحيفة «واشنطن بوست» العام الماضي أن الدراسات الجديدة أثبتت أن الحصبة يمكن أن تجعل الجسم ينسى كيفية محاربة الأمراض الخطيرة الأخرى.
- حمى الضنك: لا تحتاج يرقات البعوض التي تحمل فيروس حمى الضنك، وهو مرض خطير يسبب العديد من الأعراض المؤلمة، إلى الكثير من الماء للتكاثر. لذلك، عندما يتفشى المرض، قد يكون من الصعب إبطاء انتشاره. والأشخاص المصابون بالفيروس يعانون بشدة. فهي تحدث ارتفاعا شديدا في درجات الحرارة وألم في المفاصل وقيء وصداع فظيع وألم في العينين.
وفي هذا العام، تسبب تفشي حمى الضنك القاتلة في جميع أنحاء العالم إلى قلق مسؤولي الصحة والعلماء، حيث لاحظ الكثيرون منهم وجود صلة بين التغيرات المناخية وانتشار الأمراض التي ينقلها البعوض.
وفي هندوراس، أصيب أكثر من 100,000 شخص بالمرض الفيروسي، وتوفي منهم 170، وفقا لصحيفة نيويورك تايمز. وفي نيبال، أدى التفشي غير المسبوق للمرض إلى إصابة 11,000 شخص بين شهري يوليو وأكتوبر. وفي الفلبين، تم تسجيل 100,000 حالة إصابة بالفيروس في الأشهر الستة الأولى من العام، ومات أكثر من ألف شخص هناك.
*صحفية أميركية
ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»