تأخرت عمليات تطوير وتحديث أسطول طائرات الشبح الأميركية «بي – 2»، التي تعتبر أغلى أنواع الطائرات، بنحو ثلاث سنوات، مع زيادة في الميزانية المرصودة لها. والهدف من عمليات التحديث هو تعزيز قدرتها على اكتشاف وتفادي الدفاعات الجوية لدى الصين وروسيا، والتي شهدت تحسناً كبيراً.
والآن، من المتوقع أن يستغرق تحديث الأسطول المكون من 20 قاذفة حتى سبتمبر 2024 على الأقل، لتصبح لديها قدرات قتالية، حسبما أكد بيان لسلاح الجو الأميركي. ويعني ذلك تأخيراً مدته 33 شهراً على الجدول الزمني الذي وضع عندما بدأ المشروع في عام 2016، وفقاً لوثيقة البرنامج المقدمة مع طلب موازنة العام الجاري.
وزادت تكلفة برنامج التحديث بنحو 11 في المئة، أي زهاء 285 مليون دولار، منذ العام الماضي، لتصل إلى 3 مليارات. وكان التأجيل السابق، ومدته 18 شهراً إلى أواخر العام المقبل، بسبب اعتماد البرنامج الإلكتروني الرئيسي. وكان من المفترض اعتماده في يونيو الماضي. ولا بد من اعتماد البرنامج قبل إجراء الاختبارات على الطائرات. وشركة «نورثورب جرومان كورب»، المطور الأصلي للقاذفة «بي – 2»، هي أيضاً مطور الجيل التالي من الطائرة «بي -21»، وهو ما يعني أن أداء الشركة يخضع لتدقيق خاص من «البنتاجون».
وأوضحت المتحدثة باسم سلاح الجو الأميركي، «كارا بويزي»، أن تطوير البرنامج الهجومي، إضافة إلى تحديات تطوير برنامج الطيارين، أدى إلى تحقيق تقدم أقل من المتوقع.
والقاذفة «بي – 2»، التي استخدمت للمرة الأولى في عام 1999 فوق كوسوفو، هي المقاتلة الوحيدة التي تستطيع حمل أثقل القنابل غير النووية الأميركية «مخترقة التحصينات»، التي يقدر وزنها بـ30 ألف رطل. ومن المفترض أن يكون برنامج التحديث مثالاً رئيساً على «قوة الفتك الكبيرة» والبراعة في اختراق المجال الجوي للعدو، الذي تدعو له استراتيجية الدفاع الوطنية لإدارة ترامب ورئيس أركان سلاح الجو الجنرال «ديفيد جولدفين».
ومن دون التحديث، فإن النظام الحالي للقاذفة الأميركية «بي – 2» الخاص باكتشاف وتحديد مواقع رادارات الدفاعات الجوية الأرضية وأجهزة الاستشعار الأخرى، سيعاني عيوباً تقلص قدرات الطائرة، بحسب تقرير صادر عن البنتاجون.
*صحفي متخصص في الشؤون الدفاعية
يُنشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفيس»