يأمل «الديمقراطيون» أن يحملهم الناخبون الأميركيون المتنوعون بشكل كبير إلى البيت الأبيض في عام 2020، فالفائز الأكبر هو تنوع المرشحين عرقياً


في عشية خيّم عليها الوضع الراهن، رغم قليل من لحظات التداعي للمرشح المتصدر، نائب الرئيس السابق «جو بايدن»، إلا أن الفائز الأكبر من المناظرة بين المرشحين «الديمقراطيين» للرئاسة الأميركية، الليلة الماضية، ظل هو التنوع الموجود على المنصة.
واستضافت جامعة جنوب تكساس المناظرة، وهي مؤسسة عريقة تقع في هيوستن، وتعتبر أكثر المدن الأميركية تنوعاً. وكان ثلاثة فقط من بين 10 مرشحين على المنصة رجالاً بيضاً. واثنان من ثلاثة مديرين للمناظرة كانا من السود.
ولكل من المرشحين المشاركين في المناظرة ميزة، فقد حصلوا بالفعل على المعيار المؤهل بتجاوزهم نسبة تأييد 2 في المئة في استطلاعات الرأي المؤهلة وحصدوا على الأقل تبرعات بقيمة 130 ألف دولار من 400 متبرع كحد أدنى في 20 ولاية على الأقل. وفي أسئلة تراوحت بين العدالة الجنائية والتعليم والهجرة، شارك المرشحون من النساء والسود والبيض مناقشة شرسة.
وبالطبع، لم تمر المناظرات من دون لحظات صعبة، فرائد الأعمال «أندرو يانغ» أثار قليلا من ضحكات الاستهجان عندما تحدث عن التنميط العنصري قائلاً: «إنني آسيوي، لذا أعرف كثيراً من الأطباء»، لكن تمخض التنوع الموجود في المناظرة عن مناقشات شخصية وعميقة من وجهات نظر لم يعتد كثير من الأميركيين على سماعها، على الأقل في مناظرات كهذه.
ويأمل «الديمقراطيون» أن يحملهم الناخبون الأميركيون المتنوعون بشكل كبير إلى البيت الأبيض في عام 2020. وأوضحت ذلك السيناتورة «الديمقراطية» عن ولاية كاليفورنيا والمرشحة الرئاسية «كمالا هاريس» في كلمة افتتاحية انتقدت فيها الرئيس دونالد ترامب بسبب استخدامه «الكراهية والتخويف والخوف» لتقسيم الدولة وتشتيت انتباه الناخبين عن «سياساته الفاشلة»، بحسب زعمها.
ولفتت إلى أن الشعب الأميركي يعرف أن الغالبية العظمى منه لديها قواسم تجمعها أكثر مما تفرقها، بغض النظر عن أجناسنا أو طريقة حياتنا أو الحزب الذي نصوّت لمصلحته.
وبعد مناقشات شرسة ومضنية حول الرعاية الصحية، بدا كثير من المرشحين أكثر ارتياحاً بعدما حولت مديرة المناظرة لينزي دافيس المناقشة إلى الإثنية، موضحة أن العنصرية هي أبرز مخاوف الناخبين من الشباب السود.
وسارع جوليان كاسترو، عمدة سان أنطونيو السابق ووزير الإسكان في إدارة أوباما، إلى الإشارة إلى حادث إطلاق النار الجماعي الذي استهدف أميركيين من أصول إسبانية ومكسيكيين في إلباسو بولاية تكساس الشهر الماضي.
وقال: «إن الجاني قاد سيارته لمدة 10 ساعات لقتل أناس يبدون مثلي، ويبدون مثل عائلتي».
وأما «كوري بوكر»، سيناتور ولاية نيوجيرسي، فتحدث عن تجربة نشأته في ضواحي الولاية ليصبح عمدة مدينة «نيوارك». وقال: «إن حوادث إطلاق النار العشوائي تشكل مآسي، لكن غالبية ضحايا الانتحار يأتون من ضواحي كتلك التي نشأت فيها»، مضيفاً: «إنها ليست قضية هامشية بالنسبة لي، وإنما مسألة محورية».
من جانبها، سلّطت السيناتورة كمالا هاريس الضوء على سجلها كمدعية عامة في ولاية كاليفورنيا، وأوضحت أنها نشأت على معرفة مدى التحيز العنصري في نظام العدالة الجنائي في الولايات المتحدة، لافتة إلى أنها يمكنها الاستطراد بشأن التجارب التي تعرضت لها هي وأسرتها شخصياً.
ووصفت سيناتورة ولاية مينسوتا آمي كلوبتشار كيف كان أثار حملها الصعب بابنتها، مشكلات فيما يتعلق بوظيفتها في الخدمة العامة، لافتة إلى أنها خاضت حملة ضغط كمواطنة قبل أن تصبح سياسية ليضمن القانون للأمهات والمواليد الجدد مدة بقاء في المستشفيات مدتها 48 ساعة.
وتحدثت السيناتورة إليزابيث وارين عن تسريحها من العمل كمدرسة لذوي الاحتياجات الخاصة بعد أن أصبح حملها واضحاً، وهو الطريق الذي قادها إلى الدراسة في كلية روتجرز للقانون، وألهم عملها كأستاذة للقانون وسياسية.
ونوّهت إلى أن تلك التجربة جعلتها تخوض المعارك القانونية، ومنحتها أدوات جديدة، وأن السبب الذي جعلها تقف في هذه المناظرة هو أنها حصلت على الدعم وقاومت.
كاتب أميركي
يُنشر بترتيب خاص مع خدمة «كريستيان ساينس مونيتور»