الأحداث الأخيرة في اليمن وتحديداً التي وقعت في مدينة عدن وانتشرت خارجها هي أحداث مؤسفة، الخطر كان كبيراً، والخوف من استمرار الفتنة كان أكبر.. الفتنة التي تريد لهذا الجزء الحيوي من جزيرة العرب أن يبقى غارقاً حتى أذنيه في المآسي.
اليمن، يُراد له اليوم أن يجري تفصيله على ما يريده أعداء اليمن المنتقمين، تماماً كما يريده (الحوثي) بثقافته القبورية، وذراع إيران في المنطقة، ومعه بقية الميليشيات الإرهابية التي ترتع في اليمن عرضاً وطولاً، فساداً وتخريباً، كلما سنحت الفتنة بذلك وأرخت ظلالها على شمس الخلاص.. هي مأساة من دون شك يتداعى لإنهائها كل الغيورين على اليمن شعباً وأرضاً ومستقبلاً.
ومن حاولوا استغلال أحداث عدن الأخيرة كان هدفهم النيل من كل ما تم إنجازه على الأرض، عبر تجار الحروب ومرتزقة المال. جرس إنذار قرعته تلك الأحداث، محذرةً من أن ما حققه التحالف عبر دعمه للشرعية، يمكن أن يُدمرَ عبر (الحوثي) وبقية التنظيمات الإرهابية في ظرف أيام سوداء معدودة، وكأن أنفساً وجهوداً لم تُبذل، وكأن ما تحرر لم ينعم بالحياة رغيدة ترفدها المساعدات الإنسانية من الإمارات والسعودية في كل يوم.. كأن شيئاً لم يكن !. هكذا ترسم التنظيمات الإرهابية مستقبل اليمن والقادم من أجياله. إنها لمَحزَنة لا يقوى على تحملها الشرفاء الذين وقفوا مع اليمن وأهله وقفة عز تاريخية لا ينكرها إلا أعمى أو جاحد.. وقفة تحالف داعمة وصادقة لبناء يمن جديد ناهض وأكثر سعادة مما كان. ولأن هنالك من لا يريد لليمن إلا أن يتقدم وأن يسير للأمام ويكمل مهمة الصعود رغم وعورة الطريق وعنف التنظيمات الإرهابية المأجورة، كان لابد من التحرك الإيجابي، فجاء البيان المشترك لكل من المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة معبراً بصدقية عن ثمرة الجهود الكبيرة التي بذلت في الأسابيع الماضية بدءاً بالدعوة إلى الحوار في جدة، ثم اجتماع كل الأطراف اليمنية لتقريب وجهات النظر.
إن وحدة اليمن أرضا وشعبا تحت علم واحد، وأمنه واستقراره وازدهاره، كان منذ أربعة أعوام وإلى اليوم، هدفاً أول ولا يزال، للتحالف العربي الداعم للشرعية اليمنية المعترف بها دوليا، ليبقى كل ما يقال بعد ذلك ويطيّر عبر وسائل الإعلام المغرضة، ما هو إلاّ عملية تشويه متعمدة من صنع (الحوثي) وبقية الميليشيات الإرهابية التي تاجرت بدماء اليمنيين ونهبت ثرواتهم وقتّلت أبنائهم وشردتهم في جهات الأرض. إن هؤلاء المرتزقة أيا كان شعارهم يفقدون اليوم مصالحهم، ويفشلون في تنفيذ أجنداتهم الخارجية. فقراءة هادئة في فحوى البيان المشترك تجعلنا نقول إنه بمجمله يمثل خريطة طريق لكافة اليمنيين عليهم ضبط غدهم عليها، فهو بعد أن احتوى الأحداث، أوجب على الجميع الحرص على متابعة الاهتمام بما جرى الاتفاق عليه، ووقف كافة الأعمال العسكرية والتحركات التي من شأنها إيقاظ الفتنة البغيضة، وتغليب مصلحة اليمن وشعبه، وإشاعة الأمن والأمان، ونبذ الفرقة، والتصدي للعملاء الخارجيين، وتمتين وحدة الصف من أجل تحقيق الهدف الأسمى وهو دحر (الحوثي) وبقية المرتزقة وتطهير البلاد والعباد من براثنهم، وهزيمة المشروع الإيراني في اليمن. على أن يبقى دعم الحكومة الشرعية على أشده، كما العهد، في جهودها الرامية إلى المحافظة عل مقومات الدولة اليمنية، والاستمرار في تقديم المساعدات الإنسانية في المحافظات المحررة. فالشكر أجزله للتحالف العربي في دعم الشرعية، والشكر موصول للجيش الوطني اليمني ومقاومته الباسلة.
* إعلامي وكاتب صحفي