منذ أن أطلق صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، في أبريل الماضي، وزارة «اللامستحيل»، وعيون العالم تنظر إلى هذه المبادرة غير المسبوقة، وذلك للأهداف غير التقليدية التي تتبناها في سبيل إعادة هندسة المنظومات الحكومية والسلوكيات المجتمعية والتفكير الاستباقي للملفات الوطنية المهمة، سعياً إلى تحقيق معالجات سريعة وجريئة وقرارات فاعلة، تواجه من خلالها التحديات المستقبلية التي تتطلب التطوير، لما فيه خير المواطنين والوطن.
إن حضور صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، رعاه الله، يوم الثلاثاء الماضي، جانباً من فعالية «تحقيق المستحيل» -أكبر ورشة تحفيزية من نوعها في المجال القيادي، التي قدمها نخبة من أبرز الشخصيات العالمية في مجال التحفيز والإلهام والتطوير الذاتي وبناء التجارب القيادية الناجحة- أحد أبرز الأدلّة على أن دولة الإمارات العربية المتحدة هي من أهم الدول التي تُعنى بنشر ثقافة التمكين القيادي وصقل المهارات الحياتية وبناء القدرات الشخصية والمهنية ونقل تجربة الإمارات القيادية إلى العالم أجمع، حيث قال سموه بهذه المناسبة: «فعالياتنا الجديدة لا بدّ أن تحرك الناس.. وتغيّر الناس نحو الأفضل.. وتطلق الطاقات العظيمة التي يمتلكها كل واحد فيها».
قول صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، رعاه الله، خلال الورشة: إن «دولة الإمارات هي قصة مستمرة من الإلهام.. وفعالياتنا الجديدة ستركز على تغيير أفكار وقناعات الناس لبثّ روح جديدة للتغير الإيجابي في حياة الناس»، يؤكد نجاح المساعي النبيلة والرؤية الحكيمة لقيادة دولة الإمارات الرشيدة، التي تحمل على كاهلها همّ تطوير القدرات والمهارات الإنسانية اللازمة للتعامل مع المستقبل، بسلاح المعرفة والخبرة والاستعداد، حيث تشير إلى أن الأمل دائماً معقود على أدمغة وإمكانات المواطنات والمواطنين في كل مكان، لتغيير حاضر الأمم ومستقبلها نحو الأفضل.
دورة «تحقيق المستحيل» غير المسبوقة، التي حضرها ما يزيد على 10 آلاف شخص جاؤوا من 46 دولة، تعدّ تجربة معرفية وتدريبية فريدة في الجانب المهني والشخصي، وذلك لما تحمله من مساعٍ وأهداف تعمل على اكتشاف قدرات الشباب واستنهاض طاقاتهم وصقل مهاراتهم وخبراتهم في المجال القيادي، بما يسهم في تحفيزهم لتغيير نمط حياتهم، على الصعيدين الشخصي والمهني، وينسجم مع ثقافة القيادة والتميّز والابتكار التي تعمل دولة الإمارات جاهدة على ترسيخها في نفوس الشابات والشباب، انطلاقاً من طموحاتها القائمة على التحسين المستمر للقدرات، والمواصلة الدائمة لتحقيق الإنجازات، فردية كانت أم جماعية، من خلال بناء شخصيات رائدة تمتلك طاقات وإبداعات إدارية ومهنية ناجحة، وفكر خلاق، ومهارات قادرة على التكيف، تؤهلها لاتخاذ قرارات حاسمة في شتى المواقف.
لقد قامت رؤية دولة الإمارات على قاعدة أساسية مفادها أن الإنسان أولاً، لتكون هذه القاعدة نقطة الانطلاق الأولى نحو تحقيق مستقبل مستدام للأجيال الحالية والمستقبلية، عماده التنوع والتشارك والريادة والشغف والالتزام، ويتحقق من خلال بناء استراتيجيات استشرافية، تقوم على مجموعة من الأنشطة والبرامج التي ترسخ قيم التعلم المستمر للأفراد والمؤسسات، من أجل الوصول إلى مستقبل أفضل للأجيال، يعزز السعادة والرفاه والاستقرار للجميع، وينقل الدولة إلى مكانة أكثر تقدماً وتطوراً على مؤشرات التنافسية العالمية في شتى المجالات وعلى مختلف الصعد.
إن دولة الإمارات باتت اليوم أنموذجاً يحتذى به في الطموحات اللامتناهية والإنجازات اللامحدودة، وهي مثال يقتدى به لكل من أراد أن يعرف معنى القيمة التي تُمنَح للإنسان، والتي لم تكن لتتحقق لولا أمل القيادة الرشيدة المعقود دائماً على أبنائها في أنهم الثروة الأهم والقيمة الأسمى لمعنى الحياة، وأنهم القادرون بفعل ذلك على تحقيق اللامستحيل، عبر تحديهم وإصرارهم على تجنب الفشل وتحقيق النجاح، بعقول تضيئها المعرفة، وطاقة تسيّرها الإيجابية، وإرادة تملؤها العزيمة والإصرار.

 *عن نشرة «أخبار الساعة» الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية.