في عام 1990، كان نجم البوب الجنوب أفريقي «جوني كليج» يغني بمدينة فرانكفورت الألمانية، عندما تسلل رجل الدولة «نيلسون مانديلا» وصعد على خشبة المسرح. كان «كليج» يغني أغنية «أسيمبونانجا» التي تدور حول سجن مانديلا. ودون علم الفرقة، بدأ مانديلا في الرقص خلفهم. وفيما بعد قال «كليج» متذكراً «ثار الجمهور وفكرت إنهم يعرفون أغنيتي، لكنه كان مانديلا، يمشي خلفي على خشبة المسرح».
لأنني نشأت في جنوب أفريقيا، فقد شاهدت مباشرة كيف ساعد «كليج»، الذي توفي هذا الأسبوع، على تغيير آراء أبناء بلده بشأن مانديلا وسياسية الفصل العنصري. كان أول حفل موسيقي شهدته هو عرض «كليج» في جوهانسبيرج عام 1989. وكان مؤلف الأغاني لديه فرقة متعددة الأعراق، ومزجت كلماته بين الإنجليزية ولغة قبائل الزولو الأفريقية. كما قدم رقصات «انهلانجويني» التقليدية بركلات عالية.
عندما كان مراهقاً شاباً، كان «كليج» في مهمة تسوق لوالدته عندما صادف رجلا يلعب على جيتار الزولو. كان مفتونا بالعزف، وطلب من الرجل واسمه «تشارلي مزيلا» أن يعلمه العزف بأسلوبه. وأصبح مزيلا هو معلمه الذي علمه لاحقاً فن الرقص بالعصا. وأصبح «كليج»، الذي كان يعيش في نُزُل بين العمال المهاجرين السود، يُعرف باسم «الزولو الأبيض».
وعندما كون فريق «دو جولوكا» مع زميله عازف الجيتار والمغني «سيفو مشونو» كان يكتب أغنيات عن تجارب هؤلاء العمال المهاجرين. وتتحدث أفضل أغاني الفريق «ووزا فرايداي» عن أحد العمال وهو يبكي منتحبا لأن «فرايداي» -يوم دفع الرواتب –لن يأتي في وقت قريب. كان هذا مثالا مبكرا على عالمية كلمات «كليج».
ولكن قيود الفصل العنصري منعت فريق «جولوكا» من لعب موسيقاه في أماكن معتادة، لأن «مشونو» كان أسود، لم يكن مسموحاً لمحطات الإذاعة الحكومية بإذاعة موسيقاهم أيضاً. فريق «جولوكا» اكتسب قاعدة من المعجبين بالطريقة القديمة. فقد كان يقدم عروضاً موسيقية في المنازل والكنائس والجامعات وغيرها من الأماكن غير التقليدية. كما وجد الفريق جمهوراً في الخارج.
*كاتب متخصص في الشؤون الثقافية
ينشر بترتيب خاص مع خدمة «كريستيان ساينس مونيتور»