منذ مقتل أكثر من 250 شخصاً في هجمات إرهابية منسقة في سريلانكا مؤخراً، انتشرت قوات الأمن على امتداد البلاد في عملية كبيرة يراد بها منع هجوم آخر. ويوم الجمعة الماضي، قتل 15 شخصاً بينهم ستة أطفال في تفجيرات بالقنابل ومعركة بالمسدسات مع أفراد من جماعة لها علاقة بتفجيرات «عيد القيامة». والأسبوع الماضي، اعتقلت الشرطة أشخاصاً بينهم تاجر توابل ثري يعتقد أن نجليه وزوجة ابنه من منفذي التفجيرات الانتحارية.
وأعلن الرئيس ميايثريبالا سيريسينا أن مسؤولين يعيدون بناء قوات الأمن في سريلانكا لتوفير حماية أفضل للمدنيين، وأن المحنة برمتها نتيجة خطأ استخباراتي كبير. واستقال وزير الدفاع وقائد الشرطة. وأكد سيريسينا أنه تم تحذيرهما من الهجمات «لكنهما لم يذكرا شيئاً عن التحذير هذا. لقد كانت هفوة من جانبهما».
ويرى رافاييلو بانتوتشي، مدير دراسات الأمن الدولية في معهد رويال يونيتد سيرفيسيز لدراسات الدفاع والأمن في لندن، أن وقوع «أي هجوم إرهابي يمثل فشلًا ًللاستخبارات. عمل الاستخبارات يتمثل في الانتباه لهذا ومنع حدوثه». ويؤكد بانتوتشي أن الهجمات في سريلانكا كانت بسبب فشل استخباراتي. لكن الجيد في الأمر أن المسؤولين كانوا على الأقل يعرفون معلومات عن الجماعة المحلية، «جماعة التوحيد» التي أعلنت مسؤوليتها عن الهجمات.
لكن التفاصيل عن مقدار ما يعرفه المسؤولون مازالت غامضة. لقد ذكرت تقارير كثيرة أن الهند قدمت تحذيرات استخباراتية محددة عن الهجوم قبل أسابيع، لكن المسؤولين لم يتصرفوا. ومازلنا لا نعرف ما إذا كان هذا نتيجة الريبة أم عدم الكفاءة أم لعراقيل أخرى. ويرى جونز، من مركز الدراسات الدولية والاستراتيجية، أنه «أحياناً تكون لدينا مخاوف بشأن شخص ما واحتمال وقوع هجوم، لكن لا يكون لدينا تاريخ. المثير للدهشة هنا أنه كان هناك الكثير من المعلومات. وكما اعتقل المسؤولون الأفرادَ الذين يعتقد أن لهم علاقة بالهجمات، يتعين عليهم أن يصنفوا مستويات جديدة من المعلومات في محاولة لتحديد كيف حدث هذا وكيف يمكن منع الهجوم التالي».
شيفون أوجرادي
 صحفية متخصصة في الشؤون الخارجية
ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»