لطالما اعتبرت وسائل الإعلام الكندية «جيسون كيني» المحافظ الأكثر روعة في البلاد. ويؤكد انتخابه بشكل حاسم رئيسا لوزراء ألبرتا الأسبوع الماضي أن سحره سيستمر في الزيادة. وحيث أنه تولى وزارة الهجرة الفيدرالية في عهد رئيس الوزراء آنذاك «ستيفن هاربر»، أصبح منصبه الثانوي أداة لصنع أساطير لا تنتهي. وأثناء ترأسه لأكبر عدد من المهاجرين في كندا خلال نصف قرن، قيل إنه حمى المحافظين من أي تهمة بالعنصرية أو كراهية الأجانب. كما أن وجوده في حفلات الاستقبال كان دليلا على أنه جذب أصوات المهاجرين بعيدا عن اليسار. وعندما فاز هاربر بولاية ثالثة في 2011، انتشرت أخبار مفادها أن «كيني» استمر في تحطيم التحالف التقدمي الذي لا يمكن إصلاحه. ووصفت كتابات كثيرة كيف أنه ساهم في «التغيير الهائل» في الديمقراطية الكندية.
وأثبت «كيني» أنه كان مبدعاً، ويعمل بجد وأنه كان يروج لنفسه بلا خجل، وأن هذه هي الأشياء التي تُصنع منها الحظوظ السياسية الكبيرة.
وساعد انتقاله المفاجئ بعد ذلك إلى مركز السياسة في ألبرتا على تضخيم هذه الأسطورة. وبوتيرة تبدو محيرة، أصبح كيني في غضون عامين رئيسا للمحافظين في مقاطعة ألبرتا، وحرض على الاندماج مع حزب «وايلد روز» المنافس وتم انتخابه بشكل حاسم رئيسا لأول إدارة محافظة متحدة في ألبرتا.
وفي حالة إعادة انتخاب رئيس الوزراء «جاستين ترودو» مرة أخرى في شهر أكتوبر، سيلقي المحافظون باللوم على زعيم حزب المحافظين «أندرو شير». وعلى افتراض أن «كيني» سيستمر في قضاء وقت طويل من ولاية «ترودو» الثانية في طرح مقاطعته باعتبارها جزيرة تتمتع بالكفاءة المحافظة على النقيض من الحكم الليبرالي لرئيس الوزراء، فإنه بحلول عام 2023، سيتم الترويج لكيني باعتباره خلفا بديهيا لـ«شير».
يتمتع «كيني» بمهارة رائعة في إقناع العديد من فصائل اليمين الكندي بأنه «واحد منهم». ويركز المحافظون الاجتماعيون على كاثوليكيته، ويشير المحافظون الماليون إلى خلفيته كرئيس لاتحاد دافعي الضرائب الكنديين. وكما أثبتت حملته لرئاسة الوزراء في ألبرتا، ما زال «كيني» محافظا تقليديا بشدة وينتمي للكلاسيكيين في أواخر القرن العشرين، مقتنعا بأنه يمكن الفوز في الانتخابات فقط من خلال السياسة الاقتصادية مع تجنب أي شيء «مثير للانقسام» قد يهز الطبقة الوسطى العلمانية.
وفي خطبه، يقول كيني إن الحكومة هي المسؤولة في المقام الأول عن تحقيق النمو الاقتصادي وخلق فرص العمل –وهي قضايا تهم سكان ألبرتا بدرجة كبيرة، حيث تشهد المقاطعة أبطأ نموا للناتج المحلي الإجمالي في كندا.
 
جي جي ماكولو*
*رسام كاريكاتير من مدينة فانكوفر الكندية
ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»