احتدم الجدل بين «الديمقراطيين» في الأيام القليلة الماضية حين ظهر تعليق لـ «بيت بتيجيج» المتسابق على ترشيح الحزب الديمقراطي في الانتخابات الرئاسية 2020، أصدره في يناير وينتقد فيه حملة هيلاري كلينتون الانتخابية لعام 2016. وجاء في تعليق بوتيجيج أن الرئيس دونالد ترامب أشار على الأقل ولو بطريقة ملتوية «إلى المشكلات الكبيرة التي يواجهها اقتصادنا وديمقراطيتنا»، بينما لجأت كلينتون إلى قول إن أميركا عظيمة بالفعل. وهذا التعليق اجتذب انتقادات شديدة من نيك ميريل المتحدث باسم كلينتون وهاورد دين الرئيس السابق للجنة القومية للحزب «الديمقراطي». ولم يكن هذا الانتقاد الوحيد الذي وجهه ضد حملة كلينتون عام 2016.

وإذا كان أنصار كلينتون- وكاتب هذه السطور منهم- لا يروقهم انتقاد حملتها الانتخابية لعام 2016، فعليهم أن يعرفوا بأنفسهم ما كان يجب تحسينه في الحملة. فقد انتهت الحملة بالهزيمة، ويتعين على الديمقراطيين التغلب على حملة مشابهة مؤيدة لترامب عام 2020. والأكثر من هذا، أن ترامب هذه المرة يشغل منصب الرئيس. ولذا يتعين على مرشحنا لعام 2020 التفوق على حملة كلينتون ببساطة. وأقدم هنا ثلاث نصائح.
أولاً: يجب ألا يتطرق الشك أبداً إلى قدرة ترامب على الفوز. صحيح أن حملة كلينتون لم تستخف بترامب، لكن كثيرين منا اعتقدوا أن الولايات المتحدة لن تنتخب ترامب، وعلينا ألا نشك في أنه في 2020، بصرف النظر عما توضحه استطلاعات الرأي وبصرف النظر عن تقرير مولر أو ما قاله الادعاء في نيويورك في نهاية المطاف، فإن ترامب يشغل المنصب، وشاغل المنصب- ما لم يكن هناك حرب أو كارثة اقتصادية- يفوز عادة. ويتعين على كل المشاركين في حملة 2020 البدء بهذه الحقيقية.
ثانياً: يجب إدراك أن طائفة من المقترحات السياسية لا تساوي تماماً رؤية شاملة تقنع الناخبين. فقد كانت المقترحات السياسية على أكبر درجة من التطور مقارنة بكل الحملات الانتخابية التي عمل فيها كاتب هذه السطور، بما في ذلك حملتا 1992 و2008، لكنها لم تكن على صلة تامة بالناخبين. والمتسابقون في 2020 لا يستطيعون خوض السباق بالاقتصار على خطط للتغير، بل يحتاجون إلى توضيح نظرية يستطيعون عن طريقها تحقيق الخطة في حالة التناحر الحزبي الشديد.
رونالد كلاين
*مستشار في حملة هيلاري كلينتون عام 2016.
ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»