شكل إعلان صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، إطلاق الدورة الثالثة من مبادرة «صناع الأمل» قبل أيام، فرصة كبيرة لكل من لديه أمل في التغيير الإيجابي في مجتمعه أو بيئته، بل وحتى في الحياة العامة لكل المحتاجين. فهذه المبادرة، التي أصبحت منذ ثلاث سنوات حدثاً إنسانياً ينتظره العديد من أصحاب الفكر الإنساني المبدع في العالم العربي، استطاعت كذلك أن تبعث الأمل في نفوس العديد من البشر ممن يحتاجون إلى مدّ يد العون والمساعدة في ساحات الحروب والصراعات وأماكن الأوبئة والمجاعات والكوارث وبيئات الجهل والفقر والمرض.
من هنا، يمكن القول إن جائزة «صناع الأمل» التي قرر صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، رعاه الله، منحها كل عام لكل من أثبت تفانيه في خدمة المجتمعات، لا تختلف في جوهرها عن بقية الأعمال الإنسانية التي تقوم بها دولة الإمارات لصالح الشعوب المحتاجة، بل إن ربط هذه المبادرة بالجهود الإنسانية المبدعة والمتميزة في مجال صناعة الأمل للبشر قد جعلها تتجاوز كونها مجرد قيمة مادية لمساعدة المحتاجين والمعوزين، إلى كونها وسيلة لتحفيز الإنسان على مساعدة أخيه الإنسان، والمساهمة في التصدي للتحديات التي تواجه المجتمعات والأوطان.
لذا، فليس من المستغرب اليوم أن تحظى مبادرة «صناع الأمل» بتنافس آلاف الراغبين في صناعة الأمل لغيرهم، حيث نجحت خلال أيام قليلة منذ فتح المجال لاستقبال طلبات المتنافسين في دورتها الثالثة في استقطاب عدد كبير من جنود الإنسانية في الوطن العربي للمشاركة فيها، فخلال أسبوع واحد فقط من فتح باب التسجيل الرسمي، تقدم إليها أكثر من 15 ألف طلب ترشيح من مختلف أنحاء العالم العربي، ضمت أفراداً ومجموعات ناشطة في العمل التطوعي في شتى مجالات العمل الإنساني، ومن صناع أمل عرب ينشطون في العمل التطوعي والإنساني، خارج الوطن العربي، كما رصد القائمون على المبادرة زيارة موقعها الإلكتروني من قِبل آلاف الأشخاص الراغبين في التسجيل أو التعرف عليها.
ولعل أبرز ما يميز مبادرة هذا العام، هو التنوع الكبير في طبيعة المتقدمين لها، حيث استحوذ المشاركون من فئة الشباب على الحصة الأكبر من إجمالي عدد المشاركات، إذ وصل عدد مشاركة مَن هم تحت سن الـ20 عاماً نحو 6%، بينما بلغ معدل المتقدمين في الفئة العمرية من 21 إلى 35 عاماً أكثر من 57%، تلتها الفئة العمرية من 36 إلى 50 عاماً أكثر من 23%، في حين سجلت نسبة المشاركات لصناع الأمل المرشحين فوق 51 عاماً أكثر من 13%.
أما بخصوص تصنيف المجالات الإنسانية التي تم التقدم إليها، فقد لاحظ المشرفون على موقع المبادرة أن مشاريع خدمة المجتمع قد احتلت العدد الأكبر بمعدل 32%، تلتها المبادرات التعليمية بمعدل 13% تقريباً، ثم المبادرات الصحية والطبية بنسبة 6%، لتأتي بعد ذلك مبادرات صناع الأمل في المجالات البيئية والإغاثية والثقافية والفنية، ومبادرات تمكين المرأة والشباب والأطفال وأصحاب الهمم.
ومن جهة أخرى تميزت مبادرة هذا العام باتساع دائرة المتقدمين لها جغرافياً، حيث شملت: جمهورية مصر العربية ودولة الإمارات العربية المتحدة والجزائر والمغرب والعراق، إضافة إلى مشاركين من دول أخرى، وإنْ بنسبة أقل، لاسيما أن عدد المشاركين في الدورة الأولى قد وصل إلى أكثر من 65 ألف صانع أمل، بينما بلغت ترشيحات الدورة الثانية أكثر من 87 ألف مرشح، كُرِّم منهم 5 صناع أمل في كل دورة بجائزة مقدارها مليون درهم إماراتي.

عن نشرة "أخبار الساعة" الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية