تطلب سؤال طُرح في الآونة الأخيرة على متنافسين في الانتخابات الرئاسية الأميركية 2020 أن يتظاهر هؤلاء المتنافسون بأنهم فازوا بالفعل بترشيح الحزب «الديمقراطي»، وأصبحوا يبحثون عن مرشح لمنصب نائب الرئيس. والسؤال هو: هل سيختارون امرأة لمنصب نائب الرئيس؟ واستمع المرشحون إلى السؤال، ثم بدأوا يسلكون طريقة تؤكد المساواة بين الجنسين، وهي من المفترض أن تكون أولوية لدى كثيرين من الناخبين «الديمقراطيين»، وهي أيضاً أولوية للمرشحين. ومن المهم للغاية في الواقع أن السؤال طُرح على أكثر المرشحين استعداد للقيام بهذه المهمة حتى أكثر من أي واحدة من النساء الخمس اللائي دخلن السباق.
فقد رد «بوب كوركر» بالقول «إذا انتخبت كمرشح سأعمل على أن أضمن تنوعاً بين الجنسين في مسعى ترشيحي». أما «بيتو أوروك»، فقد ذكر أنه «سيكون من الصعب للغاية ألا يتم انتخاب امرأة في ظل عدد كبير من النساء الاستثنائيات اللائي يخضن السباق الآن». ورد «جوليان كاسترو» على السؤال بالقول «بالتأكيد». وكانت تقارير صحفية قد ذكرت أن جو بايدن فكر في استباق كل هذا بالفعل بالقفز فجأة إلى السباق معلنا عن امرأة في منصب نائب الرئيس وهي «ستاسي ابرامز» التي خسرت السباق على منصب حاكم ولاية جورجيا، لكنها أصبحت نجماً ليبرالياً صاعداً، لكن متحدثاً باسم «بايدن» نفى وجود مثل هذه الخطة.
وكل ردود المتسابقين صائبة نوعاً ما، لكنها غير مرضية نوعاً ما. فهل يفعل هؤلاء الرجال ما طلبته ناشطات النسوية دوماً ما يفعله الحلفاء من الرجال وهو استخدام مناصبهم في السلطة للوصول إلى النساء ومساعدتهن على الصعود؟ أم أنهم يقومون بشيء أكثر مهارة ويوزعون مناصب نائب الرئيس كما لو أنها ترضية للنساء، بينما يسمحون للناخبين كي يختاروا الرجال ليشغلوا المكتب البيضاوي؟ وسأل «ستيفن كروكيت» في مجلة «ذي روت» قائلاً «ألم يخبر أحد بايدن أن النساء السوداوات لسن من مؤيديه من الناخبين؟ ألم يخبر أحد بايدن أن ستاسي أبرامز ليست لعبة؟».
أين الخط الفاصل بين الاستعلاء والاحتواء؟ وأين الخط الفاصل بين أن يكون الرجال أصحاب النفوذ أداة لتحقيق المساواة بين الجنسين وبين كونهم مجرد حراس بوابة يمتدحون أنفسهم؟
مونيكا هسه
*كاتبة أميركية مؤلفة كتاب «النار الأميركية».
ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»