عندما يتحدث الشباب، أحياناً يقوم العالم بشيء نادر حقاً: فهو يبدأ ببطء وعلى مضض في الإنصات. انظروا إلى السيناتورة «ديان فاينشتاين» (ديمقراطية – كاليفورنيا). على الرغم من أنها كانت رافضة عند مواجهتها بعدد كبير من الشباب المدافعين عن الصفقة الجديدة الخضراء في مقطع فيديو، إلا أنها غردت فيما بعد قائلة «أريد أن يعرف الطلاب أن صوتهم مسموع». وعلى نحو أفضل، تذكروا كيف انتقدت «جريتا ثانبيرج»، وعمرها 15 عاماً، بشدة المفاوضين في مؤتمر المناخ الذي عقدته الأمم المتحدة في بولندا. وإضراب مدرستها يحدث في أكثر من 100 دولة يوم الجمعة.
إن مشاهدة هذه الحركة وهي تنبت على شواطئنا يغمرني بالحنين. فقبل 15 عاماً، كنت أنا، أيضاً، ناشطاً في سن المراهقة في مجال المناخ. وبالرغم من أنني دخلت في مرحلة الثلاثينات من عمري، وأصبحت أعمل في مجال البحث العلمي، ما زلت أفكر في حملة، حيث طالبنا نحن أيضا بأن يفكر القادة السياسيون في أطفالهم ويعالجون التغير المناخي. أعتقد أن هذا يقدم بعض الدروس المستفادة لنشطاء اليوم من الشباب. لقد كنا على وشك جعل جيلٍ من سكان ألاسكا يتحدثون بصوت واحد، لكنهم يطالبون بتغييرات مجتمعية دولية تتطلب قراراً عالمياً.
الأزمات العالمية كتلك التي خلقها التغير المناخي تحتاج إلى عمل خلّاق وجريء. وهذا ما دفع «ثانبيرج» في البداية للذهاب إلى البرلمان السويدي وإثارة احتجاجات «ألكسندريا فيلاسيمور»، 13 عاماً، في الأمم المتحدة. يتطلب كسر هذه الحالة من التقاعس بشأن المناخ تكتيكات جديدة. وربما يعني هذا تنظيم سباق على شاطئ ميامي أو إنشاء مجموعة من قصص أجدادك عن التغييرات البيئية التي شهدوها. ومن الضروري القيام بمزيد من الإضرابات المدرسية في العديد من الأماكن، بيد أن هذا لا يمنع التفكير في تكتيكات جديدة للوصول إلى الناس بطرق جديدة. حملتنا بدأت عام 2005 عندما كتب «فيرنر ويلسون الثالث»، طالب بجامعة براون، خطاباً حول التغير المناخي لمسؤولينا المنتخبين كجزء من تدريب صيفي لشباب ألاسكا في إطار «برنامج شباب ألاسكا للعمل البيئي»، واستشهد «ويلسون» بالعلم فيما يتعلق بذوبان الأنهار وتآكل السواحل، ودعا إلى دعم «تشريع وطني للحد من غازات الدفيئة». وبسبب الإحباط الذي شعرت به جراء الفجوة الهائلة في مناهج العلوم في ألاسكا، قمت بتحويل الخطاب إلى عرض ببرنامج «باور بوينت» حول تأثير ارتفاع حرارة القطب الشمالي علينا.
وأثارت حملتنا الانتباه في ذلك الخريف. وكانت أبرز نجاحاتنا تتجلى في قدرتنا على جعل التغير المناخي ملحاً وملموساً. كنا أحياناً نلمس تعاطفاً متزايداً بينما كنا نعرض صوراً لمنازل تضررت بسبب ذوبان الجليد.
ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»