تثرثر الإخوانية «توكل كرمان» من تركيا، ومعها مجموعة من مرتزقة قطر، الذين يتناولون الدور الإماراتي في محافظات جنوب اليمن بمفردات معجونة بالكذب والحقد. فدولة الإمارات تشارك في تحالف دعم الشرعية وإعادة الاستقرار إلى اليمن بقيادة المملكة العربية السعودية، وقام قامت بأدوار إنسانية وأمنية متعددة، لاسيما في مواجهة الفراغ الأمني وضعف إمكانات أجهزة الأمن اليمنية التي تضررت بفعل الانقلاب الحوثي، وبذلت جهوداً كبيرة في محاربة الجماعات الإرهابية.
الإشكاليات الأمنية في اليمن أصبحت مركبة ومتداخلة، فإلى جانب مواجهة الانقلاب الحوثي المدعوم إيرانياً، هناك فراغ أمني كبير حدث بسبب استهداف الحوثيين لمؤسستي الجيش والأمن ونهب الأسلحة، وتعطيل المهام الأصلية للمؤسسات وتوجيهها لخدمة أجندة مجموعة موالية لإيران.
ومنذ فترة والإمارات تجند الإمكانيات لإعادة تأهيل الأمن في المحافظات المحررة، منطلقة من الشعور بالواجب تجاه شعب شقيق، وكل الإجراءات الأمنية المتخذة هناك تتم بالتنسيق مع الحكومة اليمنية الشرعية وأجهزة الأمن الرسمية في العاصمة المؤقتة عدن. وفيما يخص المتهمين بالانتماء لـ«القاعدة» و«داعش» والمشتبه بهم ممن يخضعون للتحقيقات، فيتم إيداعهم من قبل الأمن اليمني في الإصلاحيات والسجون التابعة لأمن عدن. بينما تنصب مهام القوات الإماراتية على دعم الجيش الوطني اليمني ومعالجة الفراغ الأمني وعدم السماح بقيام كانتونات داعشية أو بؤر إرهابية لتنظيم «القاعدة». وبجهود إماراتية، وبالتعاون مع قوات الجيش والأمن اليمني، تم تطهير مناطق ومديريات عديدة في جنوب اليمن من الإرهابيين، سواء في حضرموت أو شبوة أو عدن أو أبين. ومن الطبيعي أن تتزامن تلك العمليات الأمنية مع اعتقالات وتحقيقات مع متهمين بالإرهاب، وكل ذلك بإشراف الأمن اليمني نفسه.
إن مهمة القوات الإماراتية في اليمن أكبر بكثير مما تروج له الدعاية القطرية، لكن من تمولهم الدوحة وتمنحهم الكثير من الوقت للثرثرة عبر قنواتها وأذرعها الإعلامية، لا يريدون التعامل مع الحقائق بل يكررون الأكاذيب والأوهام.
إن أسوأ ما يحدث في أي بلد يتعرض لانقلاب ويتم فيه استهداف الدولة ومؤسساتها، هو الفراغ الأمني الذي تستغله المجموعات الإرهابية لفرض سلطتها. ومواجهة الفراغ الأمني تتطلب التوقف عن المناكفات الإعلامية واختراع القصص الوهمية.
وكلنا نعرف أن قطر كانت تساهم بإمكانياتها العسكرية الضعيفة، وبشكل رمزي، في تحالف دعم الشرعية، وكان إعلام الدوحة ينقل حينها بحماس شديد أنباء انتصارات قوات التحالف والجيش الوطني اليمني ويعرض هزائم الحوثيين. لكن بعد ارتماء الدوحة في أحضان طهران وانسلاخها نهائياً عن محيطها العربي والخليجي، ذهبت عبر إعلامها المشوه إلى التقليل من جهود التحالف، بل والادعاء بوجود تجاوزات يتم وصفها بأسلوب الروايات البوليسية الخيالية!
لكن تهافت الإعلام القطري على صناعة الأكاذيب، أدى إلى يقظة المتلقي العربي وتذمره من الخداع والزيف القادم من الدوحة، وها هو مفكر بحجم ومكانة الدكتور عبدالله الغذامي يكتب قائلاً: «تجنبت متابعة قناة الجزيرة منذ شهور، لأنها قناة فقدت المهنية والصدقية وأخلاقيات الاختلاف. منذ بداية أزمة قطر مع جيرانها وهذه القناة تتعمد الكذب والزيف وسوء اللغة، حتى في تغريدات مذيعيها ومذيعاتها، وتعمدهم التلفظ القبيح والتلفظ السيئ، وكأنهم يحتفلون بموت الأخلاق».