كنا نفتقر إلى هذا النوع من الرسائل الإيجابية، ومن قصص النجاح التي تلهمنا، فعندما تحدثت سمو الشيخة مريم بنت محمد بن زايد آل نهيان عن بيت والدها، شعرنا أننا نسمع هذا الكلام الجميل لأول مرة، مع أننا كإماراتيين نعيش هذه الأجواء الأسرية الجميلة لحظة بلحظة، لأن الذي غرس فينا هذه القيم الأسرية النبيلة هو والدنا المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه.
حضورها كان بهياً ولافتاً للنظر، وكلامها كان مسترسلاً طيباً مفعماً بالحكايات التي تدلنا على أسس الحياة المليئة بالسعادة والخير، والتفاؤل بالعيش الكريم الهنيء السعيد.
أبدعت الشيخة مريم في حديثها الذي نقلتنا من خلاله إلى كل زاوية من زوايا بيت والدها العامر، فمن هذا البيت يستقي الإماراتيون وغيرهم المبادئ والقيم الفاضلة، ورسمت في أذهاننا صورة جميلة للحياة والعيش في هذا المنزل الحافل بالحب والمودة والتسامح، وتقديم يد العون لكل محتاج، واستطاعت أن ترسم لنا لوحة بديعة عن البيت الإماراتي، وركزت من خلاله على مكنوناته، وخاصة الروابط الاجتماعية التي تجعل من تلك الأسر أسراً متفائلة، منتجة، تنشر الطاقة الإيجابية فيمن حولها، وتساهم في النهوض بدورها على الوجه الأكمل لإسعاد الناس.
وبكل اعتزاز ذكرت الشيخة مريم الدور الكبير لسمو الشيخة فاطمة بنت مبارك «أم الإمارات» في تعزيز وتقوية الروابط الأسرية في البلاد.
بدأت كلمتها بشكر عمها صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، على اهتمامه بالإنسان ودعمه له، الذي يعد أغلى استثمار، وكذلك ثمّنت الشيخة مريم دور صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، الريادي في نجاح القمة العالمية للحكومات التي تدعو إلى الارتقاء بعمل الحكومات، والتنافس في تقديم الخدمة المتميزة للشعوب.
ووصفت الشيخة مريم علاقتها وإخوتها بوالدتهم سمو الشيخة سلامة بنت حمدان آل نهيان، بأنها مثال للعطاء والمحبة والإخلاص في خدمة وطنها.
يا لها من صورة رائعة لعلاقة إنسانية قيمة تجمع الأم المتعلمة (الشيخة سلامة بنت حمدان آل نهيان) الحريصة على نقل خبرتها وما تحمله من مبادئ وقيم ودروس إلى بناتها، وهن ينهلن بكل حب وشغف من هذه المدرسة الكثير من دروس الحياة، لكي تكون لهن ركيزة يعتمدن عليها وهن ينطلقن نحو المستقبل بكل ثقة واقتدار!
وعبّرت الشيخة مريم عن العلاقة الأخوية المتينة التي تربطها بأشقائها وشقيقاتها قائلة: «إننا نحرص على التواصل والتلاحم الصادق ونستند في قراراتنا التي نتخذها إلى عدد من وجهات النظر، ونواجه المستقبل بتفاؤل قوي يغذي إبداعنا». عندما نقف عند هذه العبارة فإنها كفيلة بأن تجعل من حياتنا حياة سعيدة، يملؤها التفاؤل بمستقبل زاهر ينتظرنا.
لقد تحدثت الشيخة مريم من خلال هذه الجلسة عن طفولتها وكيف أنها كانت مليئة بالدروس الملهمة، فقد تعلمت من والدها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، حفظه الله، الأسلوب الحواري في التوجيه والتربية عبر سرد القصص والعبر، وهذه صفات القائد الملهم.
وفي حديثها، كانت الشيخة مريم تتحفنا بما تعلمته من مدرسة جدها المغفور له الشيخ زايد، طيب الله ثراه، ولعلها بذلك تذكّرنا بالقصص الكثيرة التي رويت عن الشيخ زايد الذي ألهم العالم بما اتصف به من قيم إنسانية رفيعة.
أبهرتنا الشيخة مريم بعبارتها البديعة: «والدتي هي روح البيت، أما والدي فهو الجسد الذي تسكنه هذه الروح». يالها من عبارة أخذت طريقها بسرعة البرق إلى قلوب من سمعها في تلك الجلسة المباركة، أو طالعها عبر وسائل التواصل الاجتماعي! أصبحت هذه العبارة حديث المدينة، وستظل كذلك..
كيف لا؟ وهي تحمل في طياتها معاني سامية، شكراً لكِ شيخة مريم على هذا التشبيه البليغ لمعنى الحياة والإنسانية والحب والعطاء، فالوالدان عندما يكونان بهذا المستوى العالي من التفاهم ينشران بين بقية أفراد الأسرة الاطمئنان والسعادة، ويُشعرانهم بالحياة الهانئة السعيدة.
لم تكن جلسة الشيخة مريم بنت محمد جلسة عادية، لأنها كانت عفوية وصادقة، فقد وصل صداها إلى كل بيت في المنطقة، لم لا؟ وجميع البيوت تشترك في هذه الصورة الرائعة التي تحدثت بها عن أسرتها.
فضلاً عن أن الشيخة مريم حاصلة على شهادة البكالوريوس في العلوم الأسرية، فوظفت تخصصها خير توظيف حينما نقلت إلينا تلك الرسائل الاجتماعية بكل صدق، فوجدت لها طريقاً إلى أعماقنا.
عن نشرة «أخبار الساعة» الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية