تحظر قوانين دولة الإمارات النيل من العقائد الدينية، والشخصيات المقدّسة، والشعائر والطقوس والاحتفالات الدينية، والعبث بدور العبادة والمقابر وأماكن حفظ الرفات، والتمييز على أساس ديني، وإثارة خطاب الكراهية والرمي بالتكفير.
وثمة قانونين رئيسين في هذا الشأن هما قانون العقوبات، وقانون مكافحة التمييز والكراهية، كما يوجد قانون الجرائم الماسّة بالدين الإسلامي. وتوجد ثلاثة قوانين أخرى لها علاقة بموضوعنا، هي قانون المطبوعات والنشر، والقرار الوزاري بشأن المحتوى الإعلامي، وقانون مكافحة جرائم تقنية المعلومات، لكن أحكام هذه القوانين انعكاسٌ تنظيمي في المجالين الإعلامي والتقني لأحكام قانوني العقوبات ومكافحة التمييز، ليكون المرجع للحماية المقررة للأديان في القوانين الإماراتية هو قانون العقوبات وقانون مكافحة التمييز.
وباستقراء أحكام ذينك القانونين فيما له علاقة بالأديان، يمكن تقسيم الحماية إلى خمسة أقسام: الأول يختصّ بالإسلام، حيث يُحظر مناهضة أسسه وتعاليمه أو التبشير بغيره، أو المسّ بالأنبياء والرسل وزوجاتهم وآلهم وصحابتهم، أو تحسين المعاصي وفق الشرع الإسلامي، أو الحضّ عليها أو إتيانها. والثاني أحكام مشتركة بين الأديان السماوية، حيث يُمنع التطاول على الذات الإلهية، أو الإساءة إلى أيٍّ من هذه الأديان أو شعائرها أو مقدّساتها أو كتبها السماوية.
والثالث أحكام مشتركة بين كافة الأديان والاعتقادات، حيث يُحظر تخريب أو تدنيس دُور العبادة، أو التشويش على إقامة الشعائر والاحتفالات الدينية المرخّصة، أو انتهاك أو تدنيس حرمة المقابر أو الأماكن المعدّة لحفظ الرفات. والرابع أحكام مشتركة تتعلق بالأشخاص من حيث اعتقاداتهم الدينية، حيث تُمنع التفرقة أو التفضيل بينهم على أساس الدين أو العقيدة بالمخالفة لأحكام القوانين، أو إثارة الفتنة بينهم عبر خطاب الكراهية. والخامس يتعلق بالتكفير، حيث يُحظر استغلال الدين في رمي الأفراد أو الجماعات بالكفر.
هذا السياج المتين من الحماية المقررة للشأن الديني يؤكد حماية الأديان الثلاثة فيما يتعلق بطقوسها أو رموزها أو مقدّساتها و يضمن عدم الإساءة إليها، و بالإمكان أيضاً إدخال العقائد الرئيسة في العالم ضمن أحكام الحماية المشتركة بين الأديان السماوية، فهذه الحماية المنشودة هي للمجتمع من تقويض التعايش بين أفراده باستخدام العقائد. و يبدو جلياً في تلك الأحكام أن الغاية منها حماية الأديان، وبالتالي حماية معتقدات الأفراد، وضمان عدم الإساءة  للبشر الذين يعتنقونها، أملاً في منع إهانة الشعور الديني للأفراد بشكل عام.