جادلت في الآونة الأخيرة أن الرئيس دونالد ترامب يتجاهل أزماتنا الحقيقية كي يركز، كما فعل في خطاب «حالة الاتحاد»، على أزمة مفتعلة على الحدود. وربما يقترح قارئ أن أمضي قدماً وأطرح حلولا للأزمات الست التي حددتها سابقاً. وليس هناك إجابات سهلة للتعامل مع أكثر مشاكلنا إلحاحاً لكننا نحتاج على الأقل إلى التركيز على القضايا المهمة حقاً بدلاً من تشتيت انتباهنا لأغراض سياسية. ولا جدال في أن حل المشكلات التي سأسردها أصعب بكثير من مجرد تحديدها، لكن دعنا نطرح بعض الحلول.
- تغير المناخ: يجب تشكيل مجموعة مميزة من الاقتصاديين من الحزبين تدافع عن فرض ضريبة على انبعاثات الكربون. ولتجنب ردة فعل سياسية مثلما حدث في فرنسا في أعقاب زيادة الضريبة على البنزين، يتعين إعادة كل العائدات إلى المواطنين. لكن حتى مع فرض ضريبة على الكربون، سيظل على الحكومة أن تدعم الانتقال إلى التكنولوجيات الخضراء. وهذا يعني صيغة ما من صفقة خضراء جديدة، ويعني أيضاً أن الطاقة المتجددة ليست كافية. عنف المسدسات: فكما جادل «نيك كريستوف» في صحيفة «نيويورك تايمز»، هناك لوائح كثيرة لتنظيم امتلاك الأسلحة تحظى بتأييد شعبي كاسح حتى من ممتلكي الأسلحة لكن لم يجر إقرارها بسبب سطوة الاتحاد القومي الأميركي للأسلحة في الحزب «الجمهوري».
- الديون: حل أزمتنا المتضخمة في الديون بسيط الوصف لكنه صعب التطبيق ويتمثل في تقليص الإنفاق وزيادة العائدات. وفي عام 2010، أوصت لجنة «سيمسون-باولز» المؤلفة من الحزبين بزيادة عمر التقاعد إلى 69 عاماً بحلول عام 2075 وتقليص مدفوعات التأمين الاجتماعي لأصحاب الدخول المرتفعة وتقليص مقابل الرعاية الطبية للأطباء وجعل التعديلات على كلفة المعيشة في المدفوعات الحكومية أقل سخاء بقليل وتقليص الإنفاق التقديري بما في ذلك ميزانية الدفاع وإلغاء 1.1 تريليون دولار من الإعفاءات الضريبية. والآن، أضاف تقليص ترامب للضرائب وزيادة الإنفاق من الحزبين تريليوني دولار منذ عام 2017 فحسب. ولذا هناك حاجة إلى تقليص أكبر للمخصصات وزيادة أكبر في العائدات. وكلما انتظرنا أطول كلما أصبحت الحلول أصعب. - الصين وروسيا: يدرك ترامب على الأقل أن الصين تمثل مشكلة لكن حربه التجارية لا يرجح أن تمنع ممارساتها التجارية واستعراضها للقوة الاقتصادية والسياسية وتحركها العسكري في بحر الصين الجنوبي. وقطعت إدارة ترامب بعض الخطوات للتصدي للقوة الروسية لكن ترامب نفسه من أكبر المعجبين بالرئيس فلاديمير بوتين. وكي تتصدى الولايات المتحدة لتحدي الصين وروسيا يتعين عليها اتخاذ مجموعة كبيرة من الإجراءات تمتد من التنديد بانتهاكاتهما لحقوق الإنسان إلى العمل مع الحلفاء لاحتواء توسعهما العسكري، وإعادة الانضمام للشراكة عبر الهادي من بين هذه الإجراءات. ويجب التوقف عن دعم الصناعات القديمة والاستثمار أكثر في البحث للمنافسة في مجال التكنولوجيات المتقدمة مثل الذكاء الاصطناعي وحوسبة الكوانتم.
*كاتب أميركي وباحث بارز في دراسات الأمن بـ«مجلس العلاقات الخارجية» البحثي
ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»