تصاعدت الجرائم التي يُستخدم فيها سلاحاً أبيض على امتداد إنجلترا وويلز، ورصدت الشرطة تزايداً مطرداً في هذا النوع من الجرائم منذ عام 2015.
وشهد عام 2018 تزايداً بنسبة 25%، مقارنة مع الأعوام الثلاثة السابقة، في قضايا الجرائم التي تستخدم فيها الأدوات الحادة.
وفي ديسمبر 2018، سجلت لندن الحالة 132 من القتل، في أعلى رقم منذ عقد من الزمن وكان منها 77 حالة قتل طعناً بالسكاكين.
لكن معدل القتل ليس إلا جانباً واحداً من ظاهرة أوسع.
والمثير للقلق بشكل أكبر هو ارتفاع عدد صغار السن المتورطين في الجرائم التي تستخدم فيها السكاكين، سواء كانوا من الجناة أو الضحايا.
والجدير بالذكر أن الجرائم الخطيرة في إنجلترا وويلز رغم تصاعدها مازالت نادرة نسبياً، ومازال عدد جرائم القتل في نيويورك لعام 2018 أكبر مرتين عن مثيله في لندن.
لكن الأرقام المثيرة للقلق تلك دفعت إلى محاولة، فهم أسباب تصاعد جرائم الطعن والعمل على الحد منها.
وهذه مهمة صعبة لأن الأسباب معقدة ومتداخلة، ولعدم وجود اتفاق حول الأسباب وأفضل طريقة لمعالجتها.
والدوافع المشار إليها في جرائم الطعن تتفاوت من المشكلات الهيكلية مثل الفقر وعدم المساواة إلى الظواهر الحديثة نسبيا مثل تغير نمط نشاط العصابات وسياسة التقشف التي أدت إلى تقليص الإنفاق على الشرطة وموظفي الشؤون الاجتماعية على مدار العقد الماضي.
ويرى «ريك مير» مدير مركز «ذي بوليس فاونديشن» البحثي المستقل في لندن أن تصاعد جرائم الطعن في لندن خلال الآونة الأخيرة سببه أن العصابات غيرت طريقتها في الاتجار بالمخدرات، ما أدى مزيد من التنافس والصراع.
فقد وسعت العصابات المتمركزة في المدن نشاطها، وأصبحت تبيع المخدرات في البلدات الإقليمية وتستخدم الأطفال في عملها هذا.
وهذا أذكى الصراع بين العصابات.
وهناك آخرون يرون أن من أسباب الظاهرة سياسات التقشف التي فُرضت عام 2008 في بريطانيا، وأدت إلى تقليص التمويل للشرطة والخدمات الاجتماعية بما في ذلك المراكز التي تدعم الشباب.
وأشار بحث أجرته «جمعية الشبان المسيحيين» أن إنفاق الحكومة على خدمات الشباب انخفض 62% منذ عام 2010.
لكن التركيز في معالجة ظاهرة العنف ينصب الآن على «الوقاية المبكرة» لصغار السن.
ودشن رئيس بلدية لندن، صديق خان، خطة عمل يأمل من خلالها أن يكون إبعاد صغار السن عن التورط في العنف أسهل من إخراجهم من دائرة العنف، وأن تكون معالجة الأسباب الأعمق أفضل ثماراً من معالجة الظواهر المباشرة.
* صحفية مقيمة في بريطانيا متخصصة في شؤون أوروبا ينشر بترتيب خاص مع خدمة «كريستيان ساينس مونيتور»

 

كريستن تشيك

 

كريستن تشيك*

تصاعدت الجرائم التي يُستخدم فيها سلاحاً أبيض على امتداد إنجلترا وويلز، ورصدت الشرطة تزايداً مطرداً في هذا النوع من الجرائم منذ عام 2015.
وشهد عام 2018 تزايداً بنسبة 25%، مقارنة مع الأعوام الثلاثة السابقة، في قضايا الجرائم التي تستخدم فيها الأدوات الحادة.
وفي ديسمبر 2018، سجلت لندن الحالة 132 من القتل، في أعلى رقم منذ عقد من الزمن وكان منها 77 حالة قتل طعناً بالسكاكين.
لكن معدل القتل ليس إلا جانباً واحداً من ظاهرة أوسع.
والمثير للقلق بشكل أكبر هو ارتفاع عدد صغار السن المتورطين في الجرائم التي تستخدم فيها السكاكين، سواء كانوا من الجناة أو الضحايا.
والجدير بالذكر أن الجرائم الخطيرة في إنجلترا وويلز رغم تصاعدها مازالت نادرة نسبياً، ومازال عدد جرائم القتل في نيويورك لعام 2018 أكبر مرتين عن مثيله في لندن.
لكن الأرقام المثيرة للقلق تلك دفعت إلى محاولة، فهم أسباب تصاعد جرائم الطعن والعمل على الحد منها.
وهذه مهمة صعبة لأن الأسباب معقدة ومتداخلة، ولعدم وجود اتفاق حول الأسباب وأفضل طريقة لمعالجتها.
والدوافع المشار إليها في جرائم الطعن تتفاوت من المشكلات الهيكلية مثل الفقر وعدم المساواة إلى الظواهر الحديثة نسبيا مثل تغير نمط نشاط العصابات وسياسة التقشف التي أدت إلى تقليص الإنفاق على الشرطة وموظفي الشؤون الاجتماعية على مدار العقد الماضي.
ويرى «ريك مير» مدير مركز «ذي بوليس فاونديشن» البحثي المستقل في لندن أن تصاعد جرائم الطعن في لندن خلال الآونة الأخيرة سببه أن العصابات غيرت طريقتها في الاتجار بالمخدرات، ما أدى مزيد من التنافس والصراع.
فقد وسعت العصابات المتمركزة في المدن نشاطها، وأصبحت تبيع المخدرات في البلدات الإقليمية وتستخدم الأطفال في عملها هذا.
وهذا أذكى الصراع بين العصابات.
وهناك آخرون يرون أن من أسباب الظاهرة سياسات التقشف التي فُرضت عام 2008 في بريطانيا، وأدت إلى تقليص التمويل للشرطة والخدمات الاجتماعية بما في ذلك المراكز التي تدعم الشباب.
وأشار بحث أجرته «جمعية الشبان المسيحيين» أن إنفاق الحكومة على خدمات الشباب انخفض 62% منذ عام 2010.
لكن التركيز في معالجة ظاهرة العنف ينصب الآن على «الوقاية المبكرة» لصغار السن.
ودشن رئيس بلدية لندن، صديق خان، خطة عمل يأمل من خلالها أن يكون إبعاد صغار السن عن التورط في العنف أسهل من إخراجهم من دائرة العنف، وأن تكون معالجة الأسباب الأعمق أفضل ثماراً من معالجة الظواهر المباشرة.
* صحفية مقيمة في بريطانيا متخصصة في شؤون أوروبا. 
ينشر بترتيب خاص مع خدمة «كريستيان ساينس مونيتور»