جميل عامنا القادم، ونأمل أن يكون مليئاً بجميل الأخبار والعلاقات والنجاحات، فالوطن الذي يحتفي بالتسامح، سيحتفي تباعاً بمجالات إنسانية غاية في الترابط والهدوء والإنسانية القادرة على رسم القادم الأجمل.
عام التسامح لابد وأن يكون شعار الجميع، فليس الأمر شعارات ترفعها المؤسسات وتقيم بها الفعاليات..
إنها قيمة قابلة للغرس والاعتناء أن يكون التسامح سمة التعامل بين الجميع حتى تذهب السفينة نحو مرافئها هادئة ومطمئنة وواثقة في أن البحر لن يغدر مادام قادة السفينة على دراية بما يفعلون.
فكر التسامح يعني أن نتفاهم بلا تشنج، وأن نختلف بلا تركة من الكراهية أو التحريض، وأن نتحاور بهدف بناء راسخ، حتى وإنْ كانت الآراء تسير في خطوط متوازية.
فالتسامح هو إرساء لمفهوم إنساني شامل يعكس نضجاً عاطفياً وعلمياً يتيح له غض الطرف عن أخطاء الآخر، وتقويم الخطأ لا يعني البتة الإساءة أو الاتهام بقدر ما يجب أن يكون تقويماً متسامحاً متعاوناً على نشر حقيقة أن الخطأ بشري، وأن التسامح فعل بشري متأصل علينا فقط إطلاقه من براثن التصيد والعنصرية.
ودولة الإمارات بطبيعة شعبها الودودة المتسامحة لا يعنيها كثيراً ما يقع من أفعال العنصرية والكراهية التي تطفو أحياناً على الصعيد العالمي، فالشعب الإماراتي لم يكن أبداً عنصرياً أو مستفزاً أو حاقداً، بل كان دائماً مثالاً للمودة والقدرة على التعاطي مع الجميع.
والتسامح سمة أساسية في كل التعاملات والعلاقات الإنسانية المتشابكة والمتداخلة.
هذه السنة التي ستبدأ بمفردة إنسانية عظيمة، ستكون سنة مختلفة تكتنز بالكثير من المحبة والكثير من القيم النبيلة، التي يعتز بها الإماراتي، ويعتبرها من طباعه الأصيلة، التي لا يمكن أن يتخلى عنها، أو يسلك سلوكيات معاكسة لقناعاته وإنجازاته طوال هذا التاريخ.
2019 عام التسامح، سنة نجاح وتفاءل وتألق.
هذا ما نأمل أن يكون بحول الله، لأننا على يقين من أن مثل هذا الشعب، ومثل هذه البلاد ليس لها إلا أن تكون في أول الصف الإنساني بكل انعطافاته ودروبه.
أتمنى أن يكون عامكم سعيداً ومشرقاً ومتسامحاً وإنسانياً لأبعد حد.