يُشهَد لدولة الإمارات العربية المتحدة بإنجازاتها الكبيرة في مختلف المجالات الإنسانية والإغاثية، مقدمةً عطاءها الذي يتدفق من نبع المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، القائد الملهم والأب المؤسس، لدولة أصبح أهم ملامحها ومميزاتها أنها لا تتردد في فعل الخير لشعوب العالم، مهما اختلفوا في انتماءاتهم الدينية أو العرقية أو اللغوية، ساعيةً في ذلك إلى إبراز قيم الإسلام الحقيقي القائمة على التعاضد والتكافل، ودعم ومساندة الفئات المتضررة في مناطق الحروب والنزاعات والكوارث الطبيعية.
واستكمالاً لقيم الشيخ زايد، رحمه الله، وتوجيهات القيادة الرشيدة في دولة الإمارات، ممثلة بصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، أطلقت «حملة الشيخة فاطمة الإنسانية العالمية»، حزمة من المبادرات الهادفة إلى العناية بالأطفال في القرى النائية بالقارة الأفريقية، تزامناً مع «عام زايد»، ومع الاحتفال باليوم العالمي للطفل الذي صادف الـ20 من نوفمبر المنصرم، وتأكيداً على نجاح الجهود المبذولة في استكمال المهام الإنسانية لبرنامج الشيخة فاطمة بنت مبارك للتطوع في شتى بقاع العالم التي استفاد منها ملايين الأطفال، حرصاً من سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، رئيسة الاتحاد النسائي العام، رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية (أم الإمارات) على دعم الأم والطفل، محلياً وعالمياً، خاصة في الجوانب الصحية.
وقد حرصت سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك (أم الإمارات) على تقديم الخدمات الصحية، من خلال إنشاء العيادات المتنقلة والمستشفيات الميدانية، وعلى تقديم برامج تشخيصية وعلاجية وجراحية ووقائية، مكّنت من استفادة ما يزيد على 15 مليون طفل ومسنّ في مختلف دول العالم من تلك البرامج والمبادرات، محققة «حملة الشيخة فاطمة الإنسانية العالمية» بذلك الرسالة الإنسانية في الوصول إلى ملايين الأطفال في القارة الأفريقية، وفي استقطاب أفضل الكوادر الطبية التي قدمت أفضل الخدمات الصحية، وفي الإسهام في التخفيف من معاناة الأطفال المرضى والمعوزين.
إن «حملة الشيخة فاطمة الإنسانية العالمية» تعد نقلة نوعية في العطاء الإنساني لدولة الإمارات العربية المتحدة، تجسّد تبنيها العديد من المبادرات القائمة على استحداث الشراكات مع المؤسسات الإماراتية والأفريقية على اختلافها، وتبني سلسلة حملات وقائية وعلاجية للعديد من الأمراض في العديد من دول العالم، مقدمةً النموذج المميز للعمل التطوعي التخصصي، في انسجام مع الدور الذي لعبته دولة الإمارات العربية المتحدة في علاج الفئات المعوزة في مناطق الكوارث والحروب والنزاعات، تكريساً للرؤية الإنسانية القائمة على مدِّ يد العون والمساعدة، وتوفير أفضل مقومات الحياة، وسعياً لترسيخ الأمن الاجتماعي للشرائح المحتاجة، خاصة المرضى من النساء والأطفال، وتلبية احتياجاتهم الإنسانية والصحية والتنموية، من خلال تنفيذ برامج ومشاريع تنموية طموحة، تعزز قدرة تلك الشعوب، وتوفر الخدمات الضرورية لها، بما يحقق تطلعات القيادة الرشيدة في استدامة العطاء.
لقد دأبت دولة الإمارات العربية المتحدة على استحداث وتطوير وتنويع مبادراتها الإغاثية والتطوعية، بما يؤكد رسالة الدولة في التضامن مع الأوضاع الإنسانية، خاصة في حقل الرعاية الصحية الذي يمثل أولوية في استراتيجياتها وبرامجها التطوعية، من خلال مشاركة أطباء أكفاء في مختلف التخصصات بالبرامج التي وصلت إلى المعوزين واللاجئين والنازحين، ومن يعانون الجفاف والمجاعات، لتوفير احتياجاتهم والتخفيف عنهم، وأهمها «برنامج الشيخة فاطمة بنت مبارك للتطوع»، و«حملة العطاء الإنسانية العالمية» لعلاج مليون طفل ومسنّ في مختلف دول العالم، يؤكده تكريم «ملتقى العطاء العربي الخامس» الذي عُقد في الرياض مؤخراً، سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك (أم الإمارات) بجائزة «رواد العطاء العربي»، تثميناً لمبادراتها في مجالات العمل التطوعي والعطاء الإنساني، وإشادة منظمة «اليونيسف» في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، بجهود دولة الإمارات في دعمها ومساهماتها السخية والمتواصلة لأشد الأطفال ضعفاً في جميع أنحاء العالم.

 
عن نشرة "أخبار الساعة" الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية