الموضوع أشبه بالتالي: كره الرئيس دونالد ترامب و/أو الخوف منه، وتشديد معايير منح التأشيرة، والتقارير حول عدوانية تجاه الأجانب أخذت تثني الناس من أصحاب العقول والأموال عن القدوم إلى الولايات المتحدة. بياناتٌ جديدة تؤيد هذه السردية أفرجَ عنها معهدُ التعليم الدولي مؤخراً، وتفيد بأن عدد الطلبة الدوليين الجدد المسجلين بالجامعات الأميركية انخفض خلال السنة الجامعية 2017-2018 إلى 271 ألفاً و738 طالباً، مقارنة مع 290 ألفاً و836 طالباً خلال السنة التي قبلها (انخفاض بنسبة 6.6 في المئة). وهذا هو الانخفاض الثاني على التوالي بعد أكثر من عقد من المكاسب السنوية، وبعض التقارير الإعلامية تلمح إلى أن ما يسمى «تأثير ترامب» هو السبب.
غير أن حقيقة أن عدد الطلبة الجدد انخفض أيضاً في 2016-2017 تجعل من الصعب تعليق هذا كلياً على رئيس انتُخب في نوفمبر 2016، بعد أن يكون معظم هؤلاء الطلبة قاموا بتسجيل أنفسهم على ما يفترض.
هذا الموضوع دفعني للتحقق من مصدر معطيات آخر حول الأجانب الذين يزورون الولايات المتحدة: عدد الزوار الذين يصلون إلى الولايات المتحدة كل شهر، وفق «المكتب الوطني للسياحة والسفر». عدد الزوار الأجانب متاح حتى شهر مايو 2018، وفي ما يتعلق بعدد الزوار القادمين من كندا والمكسيك، فإن البيانات متاحة حتى شهري أغسطس ويوليو، على التوالي.
وهي تُظهر أن السياح يأتون إلى الولايات المتحدة من جديد!
هذه البيانات تشير إلى أنه عندما أصبحت زيارة الولايات المتحدة أكثر غلاء بالنسبة للكنديين والبرازيليين والمكسيكيين، مكث هؤلاء في بلدانهم أو ذهبوا إلى بلدان أخرى.
وحينما انخفضت الكلفة، أو على الأقل توقفت عن الارتفاع، أخذوا يأتون من جديد.
ولكن ما الذي يعنيه كل هذا؟ الواقع أنه ليست لدي خلاصات كاملة، ولكن لدي ثلاثة أفكار: - ربما هناك تأثير لترامب يثني بعض الطلبة والسياح عن المجيء إلى الولايات المتحدة، وهذا أمر مخجل.
- وهناك أيضاً تأثير للعملة، وقد يكون من الصعب أحياناً فصل الاثنين.
- الولايات المتحدة ما زالت تجتذب الكثير من الطلبة والسياح، وهذا أمر يبعث على الاطمئنان.
ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»