في يوم الأحد، حصل «الديمقراطيون» في السويد، وهو حزب يميني ذو أصول فاشية، على أعلى نسبة لهم في الانتخابات البرلمانية السويدية – وتنفس البيروقراطيون في أوروبا الصعداء، لأن هذه النسبة وهي الأعلى من أي وقت مضى بلغت 17.6% فقط، وقد كانت هناك مخاوف من أن يصل الفاشيون الذين تم التخلص منهم إلى 25%. وتذكرنا هذه النتيجة، في السويد المتقدمة، والتي أحدثت ارتياحاً وليس صدمة، بالمدى الذي بلغته النزعة الشعبوية، ومدى أهمية الهوامش في السياسة الغربية ومدى ضعف تيار الوسط. ولكن تظل الحقيقة، وهي أن أداء الشعبويين كان مخيباً للآمال: لا أغلبية ولا أكثرية، ولا حتى أكثرية من أصوات اليمين ويمين الوسط مجتمعة. لقد فاز «الديمقراطيون» في السويد بأصوات كافية لإرباك النخبة القارية المرتبكة بالفعل، وبما يكفي لتأكيد تحول بلادهم اليميني بشأن الهجرة، غير أن صعودهم ليس ذلك الذي يصنع ائتلاف حاكم بقيادة الشعبويين. وبدلاً من ذلك، كانت القصة الأكبر في الانتخابات السويدية، كما هي الحال في العديد من الانتخابات الغربية الأوروبية الأخرى، تتعلق بالتشرذم وما يتعلق به من تعثر –مع تراجع أو انعدام الثقة في أحزاب الوسط في مواجهة قوى اليمين واليسار التي تشكل أغلبيات أو شبه أغلبيات من المعارضة، ولكن ليس للحكم.
هذا هو المشهد في ألمانيا وفرنسا، حيث انعزل ايمانويل ماكرون وأنجيلا ميركل بين اليمين المضطرب واليسار. وهذا هو أساساً المشهد في بريطانيا، حيث تحاول رئيسة الوزراء التي تمثل تيار «يمين الوسط» «تيريزا ماي» إدارة شعبوية اليمين، بينما نجد شعبوياً من اليسار،«جيرمي كوربين»، عالقاً في معركة مع مؤسسة «يسار الوسط» الضعيفة.
وبطريقة مختلفة نوعاً ما، يتيح نظامنا الرئاسي نظام الحزبين المتين، فإن هذا هو المشهد أيضاً في الولايات المتحدة. ويبدو أن تمرداً شعبوياً يمينياً قد سيطر على الحزب «الجمهوري» بزعامة ترامب، لكن اتضح أنه غير مؤهل لإدارة أي شيء أكبر من شبكة «بريتبارت» الإخبارية، لذا، فإن إدارة ترامب تدار في معظمها، وبطريقة غير فعالة، من قبل مؤسسة غير موثوقة والتي هزمها ترامب. وفي الوقت نفسه، يتم تنشيط اليسار بطريقة لم أشهدها من قبل، بينما يبدو يسار الوسط مفلساً ومذهولاً ومرتاباً. والخيط المشترك في هذه القصص الغربية هو أنه إذا جمعت كل الناخبين الذين تخلوا عن الأحزاب الوسطية القديمة (في أوروبا) أو مؤسسات الحزب القديمة (في أميركا)، سيكون لديك نوع من الأغلبية يمكن الاستناد عليها لإجراء عمليات التنظيم السياسي. ولكن لأن الناس الرافضين للمؤسسات لا يتفقون على ما الذي يريدونه بدلا من ذلك، لأن بعضاً منهم يصوتون للخضر أو الشيوعيين بينما يصوت غيرهم للفاشيين الذين تم إصلاحهم، يمكن لقوى المؤسسة إيجاد وسيلة للتشبث بالسلطة.
وهكذا، تحدث صدمات شعبوية مثل «بريكست» وانتخاب ترامب، وتصبح شخصيات مثل كوربين أو ماريان لوبين أو الديمقراطيين السويديين فاعلين سياسيين مهمين. والسؤال هو إلى متى سيستمر هذا الوضع. ربما يكون الجمود الحالي هو مجرد مرحلة انتقالية، خطوة ضرورية للانتقال من نظام لآخر، وأنه في مرحلة ما ستكتشف مجموعة من السياسيين كيفية تحويل الطاقة الشعبوية إلى برنامج أو ائتلاف يجعل الدول الغربية قابلة للسيطرة عليها مرة أخرى. لقد طُرِحَت هذه المناقشة بشكل متكرر وبذكاء خلال حقبة ترامب من قبل المنظر السياسي «كوري روبين»، الذي يقارن عصرنا بتفكك الليبرالية التابعة لمجتمع الصفقة العظمى الجديد في سبعينات القرن الماضي. وهو يقول إن قدراً كبيراً من الذعر بشأن «أزمة الديمقراطية» المفترضة هو حقاً مجرد قلق بشأن نهاية إجماع معين، وسط من نوع خاص –ليبرالية جديدة أو محافظين جدد هم قادرون على الاستمرار بضعة أجيال فقط.
ينشر بترتيب خاص مع خدمة «نيويورك تايمز»