الصحة، جسدية كانت أم نفسية أم عقلية، تؤثر بشكل مباشر على جودة حياة الفرد، وعلى قدرته على المشاركة في الحياة اليومية الاجتماعية، وفي دورة الاقتصاد كذلك. والإنسان الذي ينعم بصحة جيدة يمكنه الاستمتاع بحياة يكون فيها منتجاً، وهو ما يسهم في تعزيز سعادته ورفاهه ورضاه.
من هذا المنطلق، تولي حكومة الإمارات اهتماماً بالغاً بصحة الإنسان التي تأتي في مقدمة أولوياتها نظراً لرغبتها في الاستثمار بأجيال قادرة على العطاء من جهة، ومن جهة ثانية، تسهم في الحفاظ على المكتسبات التي حققتها الدولة منذ الإعلان عن الاتحاد في بداية سبعينيات القرن الماضي.
واهتمام الإمارات بالجانب الصحي لا شك أنه نابع من إدراكها العميق بمردود الرعاية الصحية إن تمت على أكمل وجه، ذلك أن تمتع الفرد بصحة جيدة يؤثر بشكل كبير على إنتاجيته، فتتعاظم قدرته على العمل والإبداع، والإسهام بالتالي في تنمية ذاته والمجتمع، كما تتعزز قدرته على تحقيق أهدافه الشخصية والمهنية. وليس هذا فحسب، بل إن تمتع الفرد بصحة جيدة يسهم في تعزيز استقراره الأسري. وكل ذلك لا يمكن أن يتحقق إلا بنظام صحي يوفر أرقى الخدمات وأفضلها على أيدي أخصائيين مهرة في القطاع الصحي.
وعلى ضوء ما تقدم، تعمل حكومة الإمارات وفق منهج علمي تخطط له بعناية فائقة، بدءاً من توفير البنية التحتية اللازمة والتجهيزات الطبية المتطورة، إلى تطوير نظام الرعاية الصحية لتقديم خدمات تسمح بوصول الأفراد لأفضل الخدمات الصحية، ووضع السياسات للعمل على الوقاية من الأمراض، وكذلك التشريعات المتعلقة بالأغذية والأدوية والبيئة. كما أن الإمارات ترصد سنوياً مليارات الدولارات للاستثمار وتطوير القطاع الصحي لتحقيق قفزات نوعية فيه، خصوصاً وأن من أهداف أجندتها الوطنية ترسيخ الجانب الوقائي، وتخفيض معدل انتشار الأمراض الوراثية وأمراض السمنة، والحد من التدخين.
ولأن الوقاية خير من العلاج، تعمل مؤسسات الصحة الإماراتية على تعزيز وعي المجتمع بالصحة العامة، ورفع ثقافته بها، كما تلتزم بتطوير قطاع الصحة لمواجهة مختلف التحديات، وتحسين جودة الرعاية الصحية المقدمة لجميع فئات المجتمع، وتوفير أفضل الممارسات الصحية التي تتوافق مع حاجات المجتمع. ولهذا فإن إنفاق حكومة الإمارات على الصحة يشهد نمواً متصاعداً، ففي العام الحالي 2024، يبلغ الإنفاق على الصحة من الميزانية العامة للعام الحالي 5.2 مليار درهم مقارنة بموازنة عام 2016 والتي بلغت حينها 3.835 مليار درهم. إلى جانب ذلك تعزز الإمارات من شراكاتها الدولية في المجال الصحي، وتستضيف المؤتمرات والمعارض الطبية لتكون منصة لإطلاق الأفكار الخلاقة في مجال الرعاية الصحية. كما وسعت جهودها إلى نطاق أوسع لدعم المبادرات الدولية لمكافحة الأوبئة والأمراض الأكثر تهديداً لحياة البشر.
ومن أجل تحقيق التنمية المستدامة، تعتبر الإمارات الصحة لبنة أساسية في صرح عافية المجتمع الإماراتي الذي يشهد منذ قيام دولة الاتحاد بناء المزيد من المستشفيات والمراكز الصحية لخدمة كافة التجمعات السكانية، وتزوديها بأحدث التجهيزات الطبية، ورفدها بالكفاءات والكوادر الطبية من مختلف التخصصات. وكم من مرة أقرت المنظمات الدولية أن الإمارات تتربع على رأس بقية الدول، وذلك لجودة ما تقدمه من رعاية صحية للأفراد، وإسهامها في مكافحة الأمراض والأوبئة الذي صار مضرب المثل على اعتبار أن (الاستثمار في الصحة أولوية رئيسة في استراتيجية الإمارات التنموية ورؤيتها للمستقبل الأفضل لشعبها)، كما أكد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، في يوم الصحة العالمي الذي احتفى به العالم في السابع من الشهر الجاري.