في الثامن من أبريل، ولمدة أربع دقائق تقريباً، ستتاح للعديد من الأميركيين فرصة نادرة لمشاهدة كسوف كلي للشمس.

كانت آخر مرة تشهد فيها أميركا الشمالية هذا الحدث في عام 2017 – ولن يتكرر هذا الحدث مرة أخرى حتى عام 2044. وسيمر الكسوف، الذي يحدث عندما يتحرك القمر أمام الشمس، عبر مسار أكثر كثافة سكانية مما كان عليه في عام 2017، ما يسمح للمزيد من الناس بمشاهدة السماء المظلمة من منازلهم. ومن المتوقع أيضاً أن يسافر مراقبو الكسوف إلى المناطق المحلية على طول المسار.

تستمر مرحلة الكسوف عندما يغطي القمر الشمس بالكامل حوالي أربع دقائق. وسيمر مسار الكسوف الكلي، الذي يبدأ من ساحل المكسيك المطل على المحيط الهادئ، إلى ولاية تكساس، ويتجه عبر الغرب الأوسط، وينتهي في ولاية ماين. وبشكل عام، ستكون 15 ولاية ضمن هذا المسار الضيق، بما في ذلك مدن مثل كليفلاند وإنديانابوليس. سيحدث الخسوف الكُلي في أوقات مختلفة، وفي مواقع مختلفة. في دالاس سيبدأ الساعة 1:40 ظهراً، بالتوقيت المحلي.

إذا كنت في برلينجتون، فيرمونت، فستشاهده في الساعة 3:26 مساءً. وسيستمر الكسوف الجزئي، الذي يغطي فيه القمر جزءاً فقط من الشمس، لفترة أطول قليلاً من ساعة. وفي هذه المرحلة، تحذر «ناسا» من أن المشاهدين سيحتاجون إلى ارتداء نظارات الكسوف الواقية إذا أرادوا النظر إلى الشمس مباشرة، أو استخدام مرشح خاص لمراقبتها عبر عدسة الكاميرا، أو المنظار أو التلسكوب.

ولدى الجمعية الفلكية الأميركية قائمة بالنظارات والمرشحات الآمنة للاستخدام. عندما تكون الشمس مغطاة بالكامل في مسار الكسوف الكلي، يمكن للمشاهدين إزالة نظاراتهم لبضع دقائق والنظر مباشرة إلى السماء. خلال هذا الوقت ستنخفض درجة الحرارة وتصمت الطيور. اعتماداً على موقعهم، قد يتمكن بعض المشاهدين من رؤية بعض النجوم الساطعة بشكل خاص، أو غروب الشمس بزاوية 360 درجة. وعلى عكس عام 2017، سيكون كسوف الشمس مرئياً بشكل جزئي على الأقل في 48 ولاية أميركية. وحتى بالنسبة للمجتمعات البعيدة عن الكسوف الكلي، ستكون هناك تغييرات مثيرة للاهتمام تستحق المشاهدة.

ويقول علماء الفلك، إنه في الفترة التي سبقت الكسوف، قد تبدو بعض الألوان في الضوء الطبيعي مشبعة، وقد تبدأ الظلال في الظهور بشكل غامض. وبينما يمر القمر أمام الشمس، يمكن للمشاهدين استخدام مصفاة، أو قبعة من القش، أو حتى بسكويت ريتز لعرض صور الظل لشكل هلال الشمس. ويجب عليهم أيضاً أن يكونوا مطلعين على السلوكيات الحيوانية غير العادية، إذ إنه قبل الكسوف مباشرة قد تتصرف الحياة البرية مثل الطيور والحشرات، كما لو كان الوقت ليلاًا.

يعد الكسوف وقتاً فريداً للعلماء لجمع البيانات التي لا تكون متاحة عادةً. على سبيل المثال، يسمح لهم الكسوف بمراقبة الغلاف الجوي السفلي للشمس، والذي لا يمكن رؤيته إلا أثناء كسوف الشمس، لأن أشعة الشمس لا تحجبه. ويساعدهم الكسوف أيضاً على دراسة «الطقس في الفضاء»، والذي يمكن أن يتسبب أحياناً في انقطاع التيار الكهربائي على الأرض. وسيقوم الباحثون أيضاً بدراسة ردود أفعال الحيوانات في حدائق الحيوان.

خلال كسوف عام 2017، لاحظ بعض العلماء سلوكيات تراوحت بين الزرافات الراكضة والغوريلا النائمة. هذه المرة، سيكون لدى الباحثين فرق متمركزة في حدائق الحيوان، وقد قاموا أيضاً بدعوة العلماء من المواطنين، أو الهواة والأفراد العاديين الذين يحبون العلوم، لإرسال ملاحظاتهم عن الحياة البرية من جميع أنحاء البلاد. تستضيف المتاحف والمراكز المجتمعية في جميع أنحاء البلاد فعاليات خاصة في 8 أبريل. وسيقوم المتحف الوطني للطيران والفضاء التابع لمؤسسة «سميثسونيان» بإعداد تلسكوبات في المركز التجاري الوطني في واشنطن. وستستضيف المكتبة المركزية في أوستن، تكساس، عرضاً عاماً مع أنشطة للأطفال.

وتقوم مقاطعة أروستوك في ولاية ماين بتخصيص بعض المساحات الخضراء باعتبارها «حدائق النجوم»، وتجهيزها بدورات مياه ومواقف للسيارات. يقول جون جيريت، الرئيس التنفيذي لشركة «أميركان بيبر أوبتيكس» American Paper Optics، وهي شركة تصمم وتصنع نظارات الكسوف: «أحد الأسباب التي تجعل هذه الصفقة أكبر من عام 2017 هو أن 36 مليون شخص يعيشون بشكل طبيعي في هذا المسار للكسوف الكلي».

لتسهيل التمكن من المشاهدة الآمنة، أنشأت شركة «أميركان بيبر أوبتيكس» ما يقرب من 5 ملايين نظارة للكسوف للتبرع بها إلى 10000 مكتبة أميركية، وذلك باستخدام تمويل من مؤسسة «جوردون آند بيتي مور» Gordon and Betty Moore ومعهد علوم الفضاء. وبينما تقوم المكتبات بتوزيع النظارات المجانية، يقوم العديد منها أيضاً بتثقيف المتلقين حول الكسوف. ساعدت «جين ستيل»، أمينة مكتبة مدرسة نيوتن المتوسطة في ماساتشوستس، الطلاب مؤخراً على تمثيل دور الشمس والقمر والأرض في محاكاة الكسوف، حيث قام الطلاب بطرح أسئلة حول كيفية رد فعل حيواناتهم الأليفة، وأشاروا بحماس إلى موقعهم على خريطة مسار الكسوف. تقول السيدة ستيل: «لا يهتم الجميع بهذا الأمر، ولن يتوقف الجميع عما يفعلونه، لكنني أعتقد أن غالبية الناس سيفعلون ذلك. وأعتقد أن الأمر يتحدث حقاً عن قوة العالم الطبيعي».

كيتلين بابكوك*

*صحفية لدى «كريستيان ساينس مونيتور».

ينشر بترتيب خاص مع خدمة «كريستيان ساينس مونيتور»