تحتفل دولة الإمارات في التاسع عشر من شهر رمضان المبارك، الذي يوافق اليوم الجمعة 29 مارس 2024، بيوم زايد للعمل الإنساني، وهو اليوم الذي يوافق ذكرى رحيل القائد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، مؤسس الدولة وباني نهضتها الحديثة، وصاحب الدور الملهم في بناء الاتحاد، وترسيخ قواعده الأساسية.
ويمثل يوم زايد للعمل الإنساني تجسيداً لمعاني الوفاء والعطاء، وهو مناسبة متجددة لاستلهام التراث الإنساني للقائد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، صاحب المسيرة الحافلة بكل قيم الكرم والجود والسخاء والعطاء غير المنقطع في مجالات العمل الإنساني كافة، وتعزيز مبادئ التسامح الإنساني، وروابط التعاضد الاجتماعي.
ويؤكد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، أنه بفضل المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، أصبحت دولة الإمارات رمزاً للعمل الإنساني في العالم، حيث يقول سموه عن القائد المؤسس في هذا السياق: «غرس حب الخير والإحسان في نفوسنا، وترك إرثاً عظيماً في البذل والعطاء وامتدت أياديه البيضاء إلى مختلف بقاع الأرض، واهتم بالإنسان وكرامته من دون تمييز حتى أصبحت الإمارات رمزاً للعمل الإنساني في العالم».
ومما لا شك فيه أن المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، يُعدُّ رمزاً كبيراً للعطاء وتقديم كل صور العون والمساعدة لكل محتاج في أي منطقة بالعالم، إذ تعمُّ شواهد عطائه، مختلفَ دول العالم، ولا تكاد تخلو بقعة من الأرض من أثر كريم يمجِّد ذكراه العطرة، وعلى هذا النهج تواصل دولة الإمارات وضع العمل الإنساني في صلب اهتماماتها وأولوياتها.
وتتجلى أهمية «يوم زايد للعمل الإنساني» في تعزيز مفهوم العطاء والتكافل الاجتماعي، وتحفيز الفرد والمجتمع على المشاركة الفعالة في الأعمال الخيرية والإنسانية، وهو يعد فرصة لتجديد العهد بتعزيز ثقافة العمل التطوعي، ودعم المشروعات والمبادرات الإنسانية. كما يعكس «يوم زايد للعمل الإنساني» رؤية المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، في بناء مجتمع إنساني مترابط يعتمد على التكافل والتضامن، ويُجسد التزام دولة الإمارات بتعزيز السلام والتآلف الاجتماعي على الصعيدين المحلي والدولي.
وتحل مناسبة «يوم زايد للعمل الإنساني» هذا العام، فيما تقوم دولة الإمارات بدور رائد في تقديم المساعدات الغذائية والإغاثية والصحية إلى الأشقاء الفلسطينيين في قطاع غزة، حيث تصدَّرت الإمارات دول العالم في تقديم المساعدات الإنسانية إلى القطاع، وبلغت نسبة مساهمة الدولة 27% من إجمالي المساعدات المرسلة لقطاع غزة من قبل دول العالم، وهو ما يجسد التزامَها الإنساني بمواجهة الأوضاع الكارثية التي يعيشها سكان القطاع، والتخفيف من حجم المعاناة التي يكابدونها، والوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني في كل الملمات، استناداً إلى تاريخ طويل من العمل الإنساني والإغاثي الذي لم ينقطع.
إن جهود دولة الإمارات المتواصلة لإغاثة المنكوبين، وإنقاذ المتضررين ونجدة المحتاجين تؤكد أن نهج العطاء الذي أرساه المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، مازال قوياً وصلباً، بل ويزداد رسوخاً، لتظل الإمارات النموذج الأبرز للعطاء، وهو ما يضفي الكثير من الجاذبية على النموذج التنموي لدولة الإمارات الذي يحقق المزيد من الإنجازات المتواصلة في كل المجالات، لتواصل الدولة مسيرتها بقوة نحو تحقيق هدفها الأكبر، المتمثل في أن تصبح الدولة رقم واحد على العالم في المجالات كافة، وفقاً لمئوية الإمارات 2071.
إن «يوم زايد للعمل الإنساني» الذي نحيي فيه الإرث الخالد للمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، يظل مناسبة مميزة تجسد التزام دولة الإمارات بقيم الخير والعطاء والتكافل الاجتماعي والأخوة الإنسانية، التي يتحلى بها مجتمع دولة الإمارات، وتبرز مكانة الإمارات محوراً رئيساً للعمل الإنساني على الصعيدين الإقليمي والدولي.

*صادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية