أشار المذيع الأميركي، تاكر كارلسون، إلى صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، بأنه «أعظم قائد قابلته في العالم». وأضاف «كارلسرن»: «يمكنني أن أتحدث لمدة ساعة عن رئيس دولة الإمارات والسبب كونه قائداً جيداً، إنه يتحرك بناء على بعد نظره ومعرفته الدائمة والمتجددة بقدراته».

تتجلى هذه البصيرة والمعرفة المحدثة باستمرار من خلال سلسلة المبادرات المتواصلة التي تستشعر المشاكل والاحتياجات قبل وقوع الكوارث الفعلية. وتعتبر «مبادرة محمد بن زايد للمياه»، واحدة من هذه المبادرات الحديثة والحيوية، حيث تهدف إلى التصدي لتحدي ندرة المياه في العالم.

ندرة المياه في العالم، وخاصة في المنطقة العربية ناجمة عن مجموعة من العوامل، ومن بين الأسباب الرئيسية التي أدت إلى هذه الظاهرة يمكن التعريف بها كما يلي: الاستهلاك المتزايد للمياه يؤدي إلى نقص في موارد المياه. تغيرات المناخ تسهم في تقليل كميات المياه المتاحة وتزيد من التوتر على مصادر المياه. نقص التكنولوجيا والابتكار في مجال إدارة وتوزيع المياه يمكن أن يزيد من ندرة المياه ويعقّد الوصول إليها. الضغط السكاني يزيد من الطلب على الموارد المائية، مما يجعل إدارتها أمراً أكثر تحدياً.

وبالإضافة إلى ذلك، يعد الصراع وعدم الاستقرار عاملاً إضافياً، حيث أوضح الدكتور نادر نور الدين، أستاذ الموارد المائية بجامعة القاهرة وخبير في منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة «فاو»، يرى أن 19 دولة عربية تواجه تحديات ندرة المياه، ومعظمها يعاني من التوتر المائي. رغم كون موريتانيا والعراق والسودان دولاً غنية مائياً، إلا أنها تواجه تحديات بسبب الصراعات، مثل تهديد أمن المياه في العراق بسبب بناء سدود من قبل تركيا وإيران. وفي تأكيد لهذا الواقع، أشارت رولا دشتي، الأمينة التنفيذية للإسكوا، إلى أن 50 مليوناً يعانون من نقص في مياه الشرب بالعالم العربي، مطالبة بتعزيز «دبلوماسية المياه» لتحسين إدارة الموارد المائية بين الدول.

من هنا، يظهر الدور الحيوي لـ «مبادرة محمد بن زايد للماء» في التصدي لهذه التحديات الهائلة. حيث تركز المبادرة على تسريع وتيرة التقدم التكنولوجي من خلال التعاون مع الشركاء الدوليين، وتسعى إلى زيادة الاستثمارات الموجهة نحو التحديات المائية. بالإضافة إلى ذلك، تسعى المبادرة إلى تعزيز الوعي الدولي حول أهمية أزمة ندرة المياه، من خلال جذب انتباه المجتمع الدولي إلى هذه القضية الحيوية. ولتحقيق هذه الأهداف بفعالية، يُشير البيان إلى ضرورة وجود قيادة قوية وإدارة فعالة، ووفقاً لتوجيهات رئيس الدولة، تم تكليف سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية، برئاسة مجلس إدارة المبادرة، وتعيين معالي خلدون المبارك رئيس جهاز الشؤون التنفيذية، في منصب نائب رئيس مجلس الإدارة، تظهر هذه المبادرة التفاني في الرؤية القيادية والإدارة الفعّالة، ويتبين من خلال ذلك أن ما أشاد به كارلسون ليس مجرد إشادة عابرة، بل يستند إلى تجربته الشخصية، خلال زيارته الأخيرة إلى دولة الإمارات.

*باحثة سعودية في الإعلام السياسي.