الطقس في مدينة «سانتا باربرا» بولاية كاليفورنيا الأميركية، عاصفٌ وممطرٌ، ومياهُ السيول تَغمر الشوارعَ، وتَشل الحركةَ، وتُعطِّل الكثيرَ مِن الخدمات والإمدادات.. ورغم ذلك فقد التقطت الكاميرا صورةَ هذا الرجل ممتطياً دراجتَه الهوائيةَ في أحد شوارع المدينة، غير عابئ بالتحذيرات المتكررة التي أطلقتها سلطات الولاية طوال الأيام الماضية، داعيةً فيها السكان إلى توخي الحذر، وإلى التزام البقاء في بيوتهم ما لم تكن في مناطق منخفضة تهددها السيول والفيضانات. وأياً يكن الأمر في ما يتعلق بالأمطار الطوفانية التي تضرب كاليفورنيا منذ أيام عدة، فهي تحيي الحديث مجدداً حول تحديات التغير المناخي وتأثيراته المتزايدة في حدتها وشدتها ومدتها على كثير من مناطق العالم، بما فيها الولايات المتحدة، حيث يوجد قطاع واسع من اليمين يصر على النظر إلى التغير المناخي بوصفه نوعاً من أساطير «اليسار» و«الخضر» الرامية لوقف حركة التقدم الأميركي! ووفقاً للبيانات الصادرة الخميس الماضي عن مرصد مراقبة المناخ التابع للاتحاد الأوروبي حول الأشهر الـ 12 الماضية، فقد كان متوسط درجة الحرارة في جميع أنحاء العالم أعلى بـ 1.5 درجة مئوية، مما كان عليه في فجر العصر الصناعي. ويمثل هذا الرقم أهمية خاصة في الجهود الدولية الرامية إلى وقف احترار مناخ كوكب الأرض. وبموجب اتفاق باريس لعام 2015، يتعين على الدول محاولة الحد من ظاهرة الاحتباس الحراري بـ 1.5 درجة مئوية. وتأتي ظواهر التطرف المناخي على اختلافها، من جفاف وسيول وفيضانات، لتكون بمثابة تذكير قوي بأن العالم سيواصل سيرَه على هذا الطريق خلال السنوات المقبلة، ما لم تحدث تغييرات ضخمة في مناخ الأرض أو في الاقتصاد العالمي، يكون من شأنها فرض توافق واسع حول ضرورة التصدي للتغير المناخي. (الصورة من خدمة «نيويورك)