ترسيخًا لمكانة دولة الإمارات في مجالات الذكاء الاصطناعي المتقدمة، أطلق سمو الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي رئيس المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي، خلال الأسبوع الماضي، شركة الذكاء الاصطناعي «AI71»، التابعة لمجلس أبحاث التكنولوجيا المتطوِّرة. ويأتي إطلاق سموه للشركة الجديدة التي ستتخصص في إدارة البيانات الحيوية في ظل النجاحات الكبيرة التي حققها معهد الابتكار التكنولوجي في تطوير النموذج اللغوي الكبير «فالكون»، بإصداراته المختلفة «7 بي» و«40 بي» و«180 بي»؛ اعتمادًا على تكنولوجيات الذكاء الاصطناعي التوليدي. وستتولى «فينتشر ون»، ذراع المجلس المعنية بأنشطة التسويق التجاري، مسؤولية إطلاق أعمال الشركة الجديدة في السوق، وتوفير الوصول لخدماتها في العديد من المجالات الحيوية، والتي تشمل على سبيل المثال لا الحصر، التعليم والطب والقانون.

وما سيميِّز أعمال الشركة الجديدة عن الشركات المماثلة في السوق العالمي للذكاء الاصطناعي التوليدي، قدرتها على توظيف البُنى التحتية الرقمية المتطوِّرة في سوق دولة الإمارات للوصول إلى مستويات غير مسبوقة من الدقة وكفاءة النتائج، بالإضافة إلى إتاحة الحرية المُطلقة لعملائها في ملكية البيانات لا مركزيًّا، مع سيادةٍ كاملة على بياناتهم الخاصة، وضمن أعلى معايير الخصوصية والأمان؛ وهي أمور بالغة الأهمية عندما يتعلَّق الأمر بالمؤسسات والشركات الكبيرة والجهات الحكومية حول العالم، والتي تتطلع إلى الاستفادة من خدمات الشركة لأغراض البحث والتطبيقات المختلفة.

ويعكس إطلاق الشركة الجديدة الأهمية التي تجسدها مثل هذه المشروعات المُبتكرة في ظل المساعي المتواصلة لتعزيز مكانة أبوظبي كمركزٍ عالمي للتكنولوجيات الناشئة والمتقدمة، ودعم توجُّهات دولة الإمارات في أن تصبح الرائدة عالميًّا في مجالات الذكاء الاصطناعي، وترسيخ مكانتها الدولة كوجهة تنافسية مفضَّلة في حلول الذكاء الاصطناعي المتطورة، وبما يحقق أهداف استراتيجية الإمارات للذكاء الاصطناعي 2031.

يدعم هذا تأكيد سمو الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان أن استثمار تقنيات الذكاء الاصطناعي في مختلف القطاعات الحيوية سيكون له نتائج واعدة في خلق أسواقٍ جديدةٍ ذات قيمة اقتصادية عالية على المستوى المحلي والإقليمي والدولي، إضافةً إلى دعم جهود تحقيق تنمية مستدامة شاملة على المدى البعيد، وإشارة سموه إلى أنَّ إطلاق شركة «AI71» يعكس رؤية إمارة أبوظبي في الاعتماد على الابتكار والتكنولوجيا المتطوِّرة لدفع عجلة التنمية؛ من خلال تعزيز البنية التحتية التقنية ودعم أنظمة البحث والتطوير، بهدف الانتقال إلى اقتصاد قائم على المعرفة، مع إبراز سموِّه لحقيقة أن استخدام الذكاء الاصطناعي لا يقتصر فقط على الارتقاء بالأداء الحكومي، بل يمكن الاعتماد عليه على نطاق واسع في مجالي البحث والتطوير في مختلف المجالات ذات الأولوية، مثل قطاع الرعاية الصحية وعلوم الفضاء والطاقة المتجدِّدة والنقل وأنظمة المرور وغيرها من المجالات.

إن إطلاق شركة «AI71»، وتحت رعايةٍ كريمة من سمو الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان، يؤكد حقيقة أن دولة الإمارات قد خطت خطوات كبيرة في مجال صناعات التكنولوجيا المتقدمة، وفقًا لخطط واستراتيجيات مدروسة بعناية شديدة، ولعل في مسمى الشركة دلالة على ما تتطلع إليه الإمارات؛ في ربط العام الذي اُعلن فيه تأسيس دولة الاتحاد (1971)، مع الذكاء الاصطناعي «AI»، ليعكس ذلك المساعي المتواصلة لتأسيس مستقبل أكثر ازدهارًا يقوم على إرث عريق واقتصاد المعرفة المتقدم.

*صادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية.