هل باتت العواصف أكثر قوةً وأشد تدميراً بسبب التغير المناخي وتأثيراته البيئية المتزايدة؟ هذا ما يقوله العلماء وتؤكده الملاحظة المباشرة لما يحدث من عواصف وأعاصير في مناطق مختلفة من العالم. وفي هذه الصورة نرى أشخاصاً يسيرون في شارع غمرته المياه بسبب إعصار إداليا الذي ضرب ولاية فلوريدا الأميركية مؤخراً، وأدى إلى انقطاع التيار الكهربائي عن مئات آلاف البيوت في الولاية، وإلى تعليق أكثر من 1800 رحلة جوية، علاوة على نزوح آلاف العائلات بعيداً عن المناطق الساحلية، فضلا عن السيول والفيضانات التي شهدتها مناطق الأنهار ومنها نهر كريستال الذي ارتفع منسوب مياهه متسبباً في فيضانات أغرقت البلدات المجاورة له، وفي شارع من إحدى بلدات النهر تم التقاط هذه الصورة لشخصين يخوضان مياه السيول والفيضانات. 

ويعد إعصار إداليا ثاني إعصار كبير في موسم الأعاصير 2023، وقد تشكل في منطقة الضغط المنخفض الضعيف على ساحل المحيط الهادئ في السلفادور وعبر أميركا الوسطى ليصبح عاصفةً استوائيةً لدى وصوله خليج المكسيك، حيث ضرب كوبا وأدى لخسائر مادية متوسطة، ثم تكثف ليصبح إعصاراً من الفئة الرابعة قبل وصوله إلى اليابسة في منطقة ساحل بيج بيند بولاية فلوريدا حيث أصبح عاصفة. ومع اقترابه من ولاية جورجيا وعودته إلى البحر قبالة كارولينا الجنوبية اشتدت قوته مجدداً ليتحول إلى إعصار، ثم سرعان ما انحنى مساره شمالاً، وتلاشى في منخفض جوي عند خطوط العرض الوسطى قبل وصوله الساحل الكندي الأطلسي.
وكان ساحل فلوريدا الغربي قد تعرّض العام الماضي لإعصار «إيان» كعاصفة مدمّرة من الفئة الرابعة، متسبباً في رفع منسوب مياه المحيط وفي رياح عاتية أسقطت جسوراً وجرفت أبنيةً.. لكن إعصار إداليا كان الأقسى والأشد إثارةً لخوف السلطات والخبراء والسكان معاً، بمن في ذلك يمينيون ينكرون ظاهرةَ التغير المناخي! (الصورة من خدمة «واشنطن بوست لايسينج آند سيندكيشن»)