سلط وزير الخزانة الأسترالي «جيم تشالمرز» الضوء على التكلفة المرتفعة لإدارة الكوارث في بلاده قبل موسم حرائق الغابات الذي قد يكون كارثياً في الصيف المقبل، والذي تغذيه ظاهرة النينيو.

وقال تشالمرز في مقتطفات من خطابه في مدينة روكهامبتون الشمالية، إن التمويل الحكومي المخصص للتعافي من الكوارث قد تضخم بنسبة 433% خلال السنوات الثلاث الماضية.

وبلغت التكاليف 2.5 مليار دولار أسترالي (1.6 مليار دولار أميركي) في السنة المنتهية في 30 يونيو. وأضاف تشالمرز: «إن ضغط المناخ المتغير والكوارث الطبيعية التي أصبحت أكثر تواتراً هو أمر ثابت ومتتالٍ وتراكمي».

يذكر أن أستراليا قد شهدت عدة سنوات من الكوارث الطبيعية المدمرة، بدءاً من حرائق غابات الصيف الأسود خلال صيف 2019-2020 وحتى هطول الأمطار الغزيرة والفيضانات في جميع أنحاء شرق البلاد في عامي 2021 و2022. وتحذر السلطات من تزايد خطر اندلاع حرائق غابات شديدة خلال الأشهر المقبلة بسبب ظاهرة النينيو المناخية فوق المحيط الهادئ، مما يتسبب في ارتفاع درجات الحرارة وانخفاض هطول الأمطار.

تعد أستراليا في طليعة الدول التي تعاني من تأثير تغير المناخ، لكنها واجهت انتقادات لتخلفها في معالجة المخاطر، خاصة في ظل حكومة «يمين الوسط» السابقة التي حكمت خلال الفترة من عام 2013 حتى مايو 2022، وتعد البلاد أيضاً واحدة من أكبر الدول المصدرة لانبعاثات الكربون للفرد ومن بين أكبر مصدري الفحم. قال وزير إدارة الطوارئ «موراي وات»، يوم الأحد الماضي، إن أستراليا مستعدة بشكل أفضل لموسم حرائق الغابات المقبل عما كانت عليه في عام 2019، قائلاً إن التمويل الحكومي لمكافحة الحرائق الجوية تضاعف منذ ذلك الحين.

لكن تشالمرز سيقول إنهم بدأوا للتو يدركون الضرر الاقتصادي الناجم عن تغير المناخ، حيث كلفت حرائق الغابات والفيضانات في أكتوبر 2022 الاقتصاد الأسترالي حوالي 1.5 مليار دولار أسترالي، حيث تسببت الحرائق في اشتعال 24 مليون هكتار (59 مليون فدان) وأسفرت عن مقتل 33 شخصاً، بحسب وكالة بلومبرج للأنباء.

وقال: «إذا لم يتم اتخاذ المزيد من الإجراءات، فقد تنخفض غلات المحاصيل الأسترالية بنسبة 4 في المئة بحلول عام 2063، مما سيكلفنا حوالي 1.8 مليار دولار أسترالي من الناتج المحلي الإجمالي بمعدلات اليوم». وقال وات: «ستكون هناك دائماً مخاطر في بلد مثل أستراليا، لكننا بالتأكيد نبذل كل ما في وسعنا للتأهب». وأشار «وات» إلى أنه قد تمت مضاعفة تمويل مكافحة الحرائق من الجو منذ حرائق «الصيف الأسود»، حيث تتوفر الآن نحو 500 طائرة في جميع أنحاء البلاد.

من ناحية أخرى، حذرت السلطات الأسترالية الأسبوع الماضي، من اشتعال حرائق غابات جديدة بولاية «نيو ساوث ويلز» بسبب ارتفاع درجات الحرارة والرياح الشديدة، ما ينذر بتمدد 65 حريق غابات مشتعلاً بالفعل في الولاية. وذكرت شبكة «سي.إن.إن» الأميركية أن عدداً من المدن الساحلية الشرقية بالولاية الأكثر اكتظاظاً بالسكان شهدت درجات حرارة قياسية، فيما من المتوقع أن تستمر درجات الحرارة في الارتفاع.

بن ويستكوت*

* صحفي متخصص في الشؤون الأسترالية.

ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست لايسنج آند سينديكيشن»