خرجت امرأة إسبانية أخيراً من كهف يوم الجمعة الماضي، بعد تحد للبقاء بمفردها استمر لأكثر من 500 يوم. كانت بياتريس فلاميني قد تركت سطح الأرض في نوفمبر 2021، لتعيش على عمق 230 قدماً تحت الأرض، كجزء من مشروع أتاح أيضاً للعلماء وعلماء النفس فرصة للتحقيق في تأثير العيش بمفردها، تحت الأرض، لفترة طويلة، بما في ذلك التأثير على إيقاعها اليومي.
مع عدم وجود أي اتصال مع البشر، أو الوصول إلى الإنترنت، خلال هذا الوقت، ظلت فلاميني غير مدركة تماماً للأحداث الإخبارية الرئيسية، بما في ذلك بداية الحرب الروسية الأوكرانية، وموت الملكة إليزابيث الثانية ملكة بريطانيا.
وقالت «فلاميني»، التي تمارس رياضة تسلق الجبال، للصحفيين بعد عودتها إلى السطح في غرناطة بجنوب إسبانيا: «لا أعرف ما حدث في العالم». 
بينما ذكرت وسائل الإعلام الإسبانية أن إنجاز «فلاميني» يكمن في تحقيقها رقماً قياسياً عالمياً جديداً لمقدار الوقت الذي يمكن أن يقضيه أي شخص تحت الأرض، إلا أنه لا يمكن تأكيد ذلك على الفور. أفادت وكالة الأنباء الإسبانية EFE في وقت لاحق أن «فلاميني» اضطرت لفترة وجيزة لوقف التحدي لمدة ثمانية أيام بعد حوالي 300 يوم بسبب مشكلة فنية، لكنها بقيت بمفردها في خيمة دون اتصال بشري خلال تلك الفترة.
أمضت «فلاميني»، التي كانت تبلغ من العمر 48 عاماً عندما دخلت الكهف وتبلغ من العمر الآن 50 عاماً، أيامها في القراءة والكتابة والرسم والحياكة، ووثقت التقدم الذي حققته بكاميرات «جو برو» GoPro، وفقاً لوسائل الإعلام الإسبانية. وقالت في مؤتمر صحفي: إن فريقاً كان يقوم بتسليم الطعام وأخذ القمامة دون عبور المسارات معها.
وأوضحت «فلاميني» أنها توقفت عن محاولة حساب المدة التي قضتها في الكهف بعد فترة زمنية معينة. وأضافت أنها أمضت معظم أيامها في صمت - تتحدث فقط عند تسجيل مقاطع الفيديو - وعانت من «الهلوسة السمعية».
قالت فلاميني في أحد مقاطع تجربتها: «لا يمر الوقت بسرعة أو ببطء. إنه ذلك الوقت الذي لا يمر لأن الساعة تكون دائماً الرابعة صباحاً».
كانت تعتقد أنها لم يمر عليها سوى 160 أو 170 يوماً فقط عندما فوجئت بأن فريقاً جاء للعثور عليها في نهاية التجربة.
وقالت للصحفيين: «اعتقدت أنهم نزلوا ليقولوا لي إن علي المغادرة لأن شيئاً ما حدث في الخارج».

على الرغم من التحديات - بما في ذلك غزو الذباب - بدا أن فلاميني تستمتع بتجربتها. عندما سألها أحد الصحفيين عما إذا كانت قد فكرت يوماً في الاستسلام، أجابت بالنفي، قائلة: «في الواقع لم أرغب في المغادرة».
حظيت تجربة فلاميني بمراقبة حثيثة من علماء يسعون لمعرفة المزيد عن قدرات العقل البشري.
وقالت في تصريحات بعد ذلك بقليل إن تجربتها كانت «ممتازة ولا يضاهيها شيء». وأضافت «عندما دخلوا لإخراجي كنت نائمة. ظننت أن أمراً ما قد حدث وقلت: بهذه السرعة؟! لم أنته من قراءة كتابي بعد». ورداً على سؤال عما إذا كانت قد فكرت في الخروج من الكهف قالت: «لم يحدث ذلك قط. لم أرغب في الخروج في حقيقة الأمر».
وقد خططت إحدى الشركات لإنتاج فيلم وثائقي عن تجربتها باستخدام مقاطع الفيديو المسجلة لها.
فيكتوريا بيسيت
صحفية لدى واشنطن بوست، تغطي الأخبار العاجلة
ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست لايسينج آند سينديكيشن»