أيام قليلة جدّاً مضت على انطلاق أعمال قمة المناخ العالمية «كوب 27»، في مدينة «شرم الشيخ» المصرية، إلا أن ما أنجزته دولة الإمارات العربية المتحدة في هذا الشأن كان نوعيّاً وكبيراً خلال تلك الأيام، فكلمة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، خلال المؤتمر، كانت البادرة الأولى الطيبة التي تؤكد حرص القيادة الرشيدة على الوقوف مع المجتمع الدولي صفّاً واحداً في كل ما من شأنه مواجهة التحديات البيئية والمناخية.

وكان لتوقيع اتفاقية إنشاء أحد أكبر مشروعات طاقة الرياح في مصر، بقدرة 10 غيغاواط، بحضور صاحب السمو رئيس الدولة، حفظه الله، والرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، دلالة واضحة على إصرار الإمارات على تسريع الخطى نحو احتواء تداعيات التغير المناخي، عبْر نشر حلول الطاقة المتجددة، لتعزيز التنمية المستدامة.

وإضافة لذلك، فإن اتفاق الإمارات، رفقة الأردن وإسرائيل، على المضيّ قُدماً في مواصلة مشروعات إنتاج الطاقة النظيفة وتحلية المياه المستدامة ضمن مشروع «الازدهار»، وإطلاقها مبادرة لتوسيع المساحات الخاصة بغابات القرم على المستوى العالمي، يؤكد وقوف الدولة في مقدمة الشراكات الإقليمية الرامية إلى حماية كوكب الأرض، بإحداث تغيير حقيقي بتراجع نسب الانبعاثات الكربونية، وتطبيق سياسات ضامنة لحماية الموارد الطبيعية، انطلاقًا من التزاماتها بشأن حماية المناخ ومواجهة تحدياته.

ويُشكّل دعم إقامة المشروعات النوعية في مجال الطاقة المتجددة، هدفاً استراتيجيّاً لدولة الإمارات لا تحيد عنه، ولذلك فقد عملت على تطوير مشروعات ضخمة لطاقة الرياح والمياه والشمس، محليّاً وإقليميّاً ودوليّاً، وموّلت أضخم مشروعات الطاقة المتجددة في العالم، بما يعزز التنمية المستدامة، ويدعم أجندة الاستدامة العالمية في مجال الحياد المناخي، ويقلّل الانبعاثات الكربونية، ويحفّز النمو الاقتصادي.

وفي هذا السياق، تُعدّ شركة أبوظبي لطاقة المستقبل «مصدر»، الرائدة في مجالَي الطاقة المتجددة على المستويات الوطنية والإقليمية والدولية، لدورها الإيجابي الكبير في ترسيخ دور الدولة الريادي ضمن قطاع الطاقة العالمي، وتنويع مصادر الاقتصاد، بما يعود بالنفع على الأجيال القادمة، عبْر تطوير مشروعات ذات جدوى تجارية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وفي الأسواق العالمية، ودعم الابتكار في مجال التكنولوجيا النظيفة، وتوفير منصّات متخصِّصة في المعرفة والأعمال لتحفيز النمو، وخلق مصادر إيرادات جديدة على المدى البعيد. إن دولة الإمارات، وهي تشارك اليوم في «كوب 27»، وتستعدّ العام المقبل لاستضافة «كوب 28»، ماضيةٌ نحو دفع عجلة النمو في قطاع الطاقة المتجددة، وتمكين المجتمع الدولي من استكمال مسيرته للتحول إلى الاقتصاد الأخضر، بما يصون الموارد المستقبلية، ويدفع عجلة التنمية الشاملة والمستدامة للمجتمعات والدول كافة.

* عن نشرة «أخبار الساعة» الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية.