تعبّر كلمة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان عن السياسات التنموية والسياسية والاقتصادية التي تنتهجها دولة الإمارات. أسس وركائز العمل تعتمد على مبادئ التسامح، وانتهاج سبل السلام، ومد يد الصداقة لأي دولةٍ في العالم.

والكلمة عبرت عن تكامل المسيرة والبناء على ما سبق، وبدء مشاريع ورؤى واستراتيجيات وسياسات جديدة تتواءم مع متطلبات العصر وتحولات الأجيال، فالشعب الإماراتي فتيّ وحيوي ومتطلع نحو المستقبل، ومتآلف مع سياسات التنمية التي بدأت مبكراً في الإمارات، ومجتمع متعلم ومحب للآخر ومتعايش معه منذ بدء تأسيس الاتحاد، لذلك كانت كلمة الشيخ محمد بن زايد خريطة طريق واضحة لمستقبل الإمارات على كافة المستويات من التعليم إلى اكتشاف الفضاء.

الشيخ محمد بن زايد أشار إلى أن:«شعب الإمارات أثبت قبل الاتحاد وبعده وفي كل المراحل الصعبة التي مرت بها الدولة أصالته وصلابته وإرادته القوية وقدرته على تجاوز التحديات، اعتزازنا وفخرنا بالإنسان الإماراتي لا حدود له، وأثمن الدور الذي يقوم به المقيمون على أرض الإمارات الذين يعتبرون الدولة بلدهم الثاني وإسهاماتهم المستمرة في البناء والتطوير منذ قيام دولة الإمارات، إن دولة الإمارات تمتلك اليوم منظومة تنموية متطورة ومتكاملة ومستدامة وأصبحت مصدر إلهام وأمل لشعوب المنطقة والعالم، ستبقى وتتطور بجهود أبناء الإمارات والمقيمين على أرضها، واقتصاد دولة الإمارات يعد اليوم ضمن أكثر الاقتصادات قوةً ونمواً، في ظل ما تنعم به الدولة من موارد غنية ومتعددة خاصة الموارد البشرية، تمتلك دولة الإمارات ثروة متميزة من القوى العاملة الفتية والشابة وتشاركنا أكثر من 200 جنسية بفاعلية ونشاط في نمو اقتصادنا وتطوره».

«تنويع اقتصادنا ضرورة استراتيجية أساسية ضمن خططنا للتنمية» يقول الشيخ محمد بن زايد، ويشدد على ضرورة تسريع جهود التنمية الاقتصادية لبناء اقتصاد نشيط ورائد عالمياً، «سوف نستمر في تعزيز القدرة التنافسية الاقتصادية لدولة الإمارات وتحقيق أفضل المؤشرات العالمية في هذا المجال». يضيف صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد: «أولوياتنا تشمل كذلك تنمية قدراتنا في مجال العلوم والتكنولوجيا وتطويرها... لتحقيق فوائد لجميع قطاعات الاقتصاد والمجتمع... كما أن دور القطاع الخاص محوري ويجب تنشيطه وزيادة مساهمته في تنمية الاقتصاد».

عن السياسات التي ستعتمد في العلاقات مع الدول يقول الشيخ محمد:«إن الإمارات عززت منذ قيامها علاقاتها مع دول العالم على أسس راسخة من حسن التعامل والمصداقية والتعاون البنّاء، لذلك اكتسبت الدولة سمعة طيبة إقليمياً ودولياً بجهود شبابها وشاباتها، سنسعى خلال المرحلة المقبلة للبناء على هذه السمعة في إقامة شراكات استراتيجية نوعية مع مختلف الدول... وعلى نهج زايد الخير... سنعمل على تعزيز دورنا ضمن الدول الرائدة عالمياً في تقديم المساعدات التنموية والإنسانية والعمل الخيري... والاستمرار في مد يد العون إلى المجتمعات في جميع أنحاء العالم دون النظر إلى دين أو عرق أو لون».

عن موضوع الطاقة تضمنت الكلمة:«نحن مستمرون كذلك في ترسيخ مكانة الدولة مزوداً موثوقاً للطاقة، وداعماً لأمن الطاقة العالمي لكونه العمود الفقري لتمكين النمو والتطور الاقتصادي العالمي، إن سياسة دولة الإمارات ستظل داعمة للسلام والاستقرار في منطقتنا والعالم وعوناً للشقيق والصديق وداعية إلى الحكمة والتعاون من أجل خير البشرية وتقدمها». كلمة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد تاريخية، وهي خريطة طريق للعمل، ولن يقتصر أثرها على الإمارات فقط، وإنما ستفيد في  هذه المرحلة الاقتصادية والسياسية دول وشعوب المنطقة.

* كاتب سعودي