حقّقت دولة الإمارات العربية المتحدة من خلال العديد من المبادرات الرائدة في مجال التوازن بين الجنسَين، نجاحاتٍ لفتت أنظار العالَم إليها، وأسهمت بشكل كبير في تقدّمها بمؤشّرات التنافسية العالمية كإحدى أفضل الدول الفاعلة في هذا الملف، إذ عملت على ترسيخ مفهوم التوازن بين الجنسَين كنهجٍ مستدام في المؤسّسات والقطاعات المختلفة، إيماناً منها بأنّ المرأة شريك فاعلٌ في نهضة الدولة، وصاحبة دورٍ مستقبلي في مسيرة التنمية المستدامة، فهُيِّئت السبل كافةً لتمكينها من التفوق في مختلف المجالات، والوصول بها إلى مكانة عالمية متقدّمة.

ولأنّ دولة الإمارات نظرت إلى التوازن بين الجنسَين، بوصفه إحدى الركائز المهمّة لاستراتيجية الخمسين عاماً المقبلة، فإنّها نجحت في تحويل هذا المجال إلى عمل مؤسّسي، تعزّزت فيه ثقافة ونهج ترسيخ مكانة المرأة من خلال تقديم كل الممكنات التي تحقّق ذلك.

فبحسب تقرير أجرَته مؤسّسة «أرورا 50 الاجتماعية» أخيراً، وهي مؤسّسة تعمل على تحقيق التكافؤ بين الجنسَين في مجالس إدارة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، بالتعاون مع «كلية محمد بن راشد للإدارة الحكومية»، ازداد عدد المناصب التي تشغلها النساءُ في مجالس الإدارة لعام 2022 إلى 8.9 في المئة، إضافةً إلى أن 77 من أصل 868 مقعداً في مجالس الإدارة في 115 شركة مدرَجة في سوق دبي المالي، وسوق أبوظبي للأوراق المالية، تشغلها نساء في الوقت الحالي.

وشهد ملف التوازن بين الجنسَين في دولة الإمارات إنجازات نوعية خلال السنوات الماضية، جاءت بدعمٍ من القيادة الرشيدة التي وَجّهت بتطبيق منظومة تشريعات وإجراءات تعزّز مكانة المرأة، وتزيد انخراطها في شتّى المجالات، بدءاً من الدستور الإماراتي وباقي القوانين والتشريعات التي انبثق على إِثْرها برامج واستراتيجيّات عزّزت من تحقيق مستهدفات التوازن بين الجنسَين، تمثّلت في إنجازات ملموسة تؤكد رؤية الدولة الاستشرافية وطموحاتها للأعوام المقبلة في الوصول إلى أكثر المراتب العالمية تقدُّماً في هذا المجال.

لقد حقّقت دولة الإمارات قفزاتٍ نوعيةً في ترتيبها بمؤشّرات التنافسية العالمية في مجال التوازن بين الجنسَين، حيث جاءت في المركز الأول على مستوى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لعامَين متتاليين في تقرير البنك الدولي «المرأة وأنشطة الأعمال والقانون 2021 و2022»، كما تصدّرت المركز الأول عربياً في تقرير «الفجوة بين الجنسَين 2021» الصادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي، وجاءت في المركز الأول عالمياً في مؤشّرات فرعية عدّةٍ ضمن هذا التقرير، أهمّها: التمثيل البرلماني للمرأة، ومعدّلُ الإلمام بالقراءة والكتابة، وغيرها الكثير.

* عن نشرة «أخبار الساعة» الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية.